بناء وتجديد الجامع الأزهر على مر العصور.. وهذا سبب تسميته
أسماء صبحي
وضع حجر الأساس فى تشييد الجامع الأزهر الشريف، منذ 1044 عاما، وبناه جوهر الكاتب الصقلي (إلياس الصقلي) بعد عام من فتح الفاطميين لمصر. وبعد أن أنشأوا قاعدة ملكهم الجديدة مباشرة وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361(هـ سنة 972).
بني المسجد في الجنوب الشرقي من المدينة على مقربة من القصر الكبير الذي كان موجوداً حينذاك بين حي الديلم في الشمال وحي الترك في الجنوب. قيل إنّه سمى الأزهر إشارة إلى السيدة الزهراء وهو لقب فاطمة بنت الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) التي سميّت باسمها أيضاً مقصورة في المسجد. ويروى أن البناء الأول للمسجد كان به صورة طيور منقوشة على رأس ثلاثة أعمدة حتى لا يسكنه طير ولا يفرّخ به. واهتم الفاطميين بالازهر طوال فترة حكمهم لمصر.
الجامع الأزهر في عهد الأيوبيين
منع صلاح الدين الخطبة من الجامع وقطع عنه كثيراً مما أوقفه عليه خلفاء الدولة الفاطمية. وانقضى نحو قرن من الزمان قبل أن يستعيد الجامع الأزهر مكانته التى كان عليها.
وعندما جاء الملك الظاهر بيبرس زاد في بنائه وشجّع التعليم فيه وأعاد الخطبة إليه في عام 665هـ، 1266-1267م، وحذا حذوه كثير من الأمراء. ومنذ ذلك العهد ذاع صيت المسجد وأصبح معهداً علمياً يؤمه الناس من كل فجّ، ولقي الأزهر من عناية البلاد الشيء الكثير. وزاد في مجده أن غزوات المغول في المشرق قضت على معاهد العلم هناك. وأن الإسلام أصابه في المغرب من التفكك والانحلال ما أدى إلى دمار مدارسه الزاهرة.
وفي عام 702هـ (1302-1303م) خرّب زلزال المسجد، فتولّى عمارته الأمير سهاد. ثم جددت عمارة الجامع في عام 725هـ (1325م) على يد محتسب القاهرة محمد بن حسن الأسعردي.
وعندما سقطت منارة الجامع عام 800هـ (1397-1398م) فشيّدها في الحال السلطان برقوق وأنفق عليها من ماله. كما انشأ السلطان برقوق صهريجاً للماء وشيّد سبيلاً وأقام ميضأة. وشيّد مدرسة بالقرب من المسجد.
وكان قايتباي أكثر الناس رعاية للجامع الأزهر في القرن التاسع الهجري، فقد أكمل ما زاده في بناء المسجد عام 900هـ (1494-1495م) أي قبل وفاته بوقت قصير. وكان له الفضل كذلك في إقامة منشات للفقراء والعلماء. وكان لهذا الوالي عادة غريبة، فقد اعتاد الذهاب إلى الجامع الأزهر متخفيّاً في زي مغربي ليصلّي وليسمع ما يقوله الناس عنه. كما بنى قانصوه الغوري آخر المماليك (906-922هـ ـ 1500-1516م) المئذنة ذات البرجين.
في العهد العثماني
كان الفاتح سليم شاه كثيراً ما يزوره ويصلّي فيه، وقد أمر بتلاوة القران فيه وتصدّق على الفقراء المجاورين له وطلبة العلم الشرعي. أما الزاوية التي أقيمت ليصلّي فيها المكفوفون وسمّيت بزاوية العميان، فقد بناها عثمان كتخدا القزدوغلي (قاصد أوغلي) في عام 1148هـ، (1735-1736م).
وحظي الأزهر باهتمام حكام أسرة محمد علي في عهدها الأخير حيث بذلوا جهدهم للإبقاء على ما لهذا الجامع من مجد وصيت