تاريخ ومزارات

حرفة يدوية تقاوم الزمن.. النحت على الخشب من أقدم الفنون الإسلامية

أميرة جادو

تعتمد حرفة  النحت أو “الخراطة على الخشب” على مهارة الحرفي أو الصانع وقدرته على صنع القطع الخشبية بطريقة احترافية باستخدام المخرطة اليدوية والأدوات الحديدية، حيث يقوم الحرفي بتجميل الخشب من خلال تفريغه ليصبح على هيئة لوحات مختلفة تتمثل في أشكال ومجسمات صالحة للاستعمال المنزلي سواء عبر ديكورات تزين جنبات البيت أو أدوات خاصة بالمطبخ، والعديد من الرسومات لنباتات أو حيوانات، أو آيات وحكم، يبدع الحرفي في صناعتها لدرجة كبيرة، الأمر الذي يضفي على منتجاته مظهرا من الدقة يستهوي النظر.

ووفقًا لما ذكرته، هبة مجدي، مفتشة أول آثار، يعتبر النحت أو الحفر على الخشب من أقدم الفنون الجميلة في تاريخ البشرية منذ العصور القديمة، وقد زيّن الفنان المسلم الأبنية المختلفة بالأجزاء الخشبية سواء كانت حفرًا على الخشب أو نقشًا عليه أو تلوينه، مضيفة أن الحفر على الخشب لا يعتمد على القطع النحتية فقط، بل إن جمال الزخرفة الخشبية تراه من خلال التحف النادرة في المساجد والأضرحة والبيوت القديمة الزاخرة بالنقوش و«المنمنمات» المبتكرة التي لا يزال بعضها باقيا حتى اليوم.

وأكدت مفتشة أول آثار،  إن مجموعة التحف الخشبية  تعد كنوزاً من فنون العمارة والزخرفة، كالسقوف المحفورة بالنقوش المذهبة والملونة، وكذلك منابر المساجد والصناديق وحوامل المصاحف وصناديق الملابس، والخزائن، والكراسي، كما استخدم فن النحت والحفر على الخشب لتشكيل رسومات هندسية جميلة، هذه النماذج الخشبية قد حظيت باهتمام خاص لدى الحرفيين الذين زادوا عليها كتابات كوفية ونسخية متعددة.

وتابعت «مجدي»، إن فن النحت والحفر علي الخشب يحول القطع الخشبية إلى لوحات ابداعية رائعة الجمال، وجميعها ترمز إلى التراث العربي والإسلامي وإلى معالم تدل على تاريخ وآثار بعض البلدان وتعكس صورة حقيقية للتراث والأصالة وما تحمله المهارة اليدوية من فن وخبرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى