تاريخ ومزارات

“ماعت”.. إلهة العدالة والقوانين ورمز نظام الكون في حضارة مصر القديمة

أسماء صبحي
 
تطبيق قوانين “الماعت” لا يعني “إقامة الصدق والعدالة فقط”، ولكن تنفيذ الماعت يعني أن من ينفذ الماعت هو الذي يسعى من أجل من يسعي، وتتركز قيمة السعي في أنه يؤدى إلى الحفاظ على تواصل الأفعال والسعي المتضامن أي أن تحقق بالأفعال الثقة التي منحها المجتمع للسعي.
 
وصيغة “قول الماعت” تعبر عن أن الكلام المنسق والمنسجم يحقق الثقة الممنوحة له، كما تعنی عدم تحطيم الانسجام الاجتماعى بتحطيم اللغة.
 
و”الفلاح الفصيح” و “بتاح حتب” يعالجان انعدام اللامبالاه عند الفرد، ولكن ماذا عن انعدام الحس الجماعي عندما يفقد المجتمع بأكمله لغة التضامن؟.
 

فقدان الماعت

هذا هو أحد المواضيع الرئيسية المتناولة في أدب “الشکاوی “وخاصةً في “اليائس” و”نفرتى “و”خع خبررع سنب “وعدد كبير من الشكاوى الأخرى.
 
وتصور هذه النصوص العالم الذي فقدت منه الماعت كنهاية العالم، أعراضه فقدان تبادل الكلام والصداقة والاحترام والثقة والنص التقليدي في هذا الصدد هو الفقرة الثانية من “اليائس “الذي يحزن على عدم وجود صديق يمكنه الحديث معه، ويفتتح كل مقطع من المقاطع الخمسة عشر بجملة “مع من أستطيع التحدث اليوم؟”.
 
ويلعب أيضا موضوع انعدام الحس الجماعي دورًا محوريا في أشهر نص من هـذا النوع وهـو “نبؤة نفرتى” الذي أصبح فيما بعد أحد النصوص التقليدية .
 

نهاية العالم

ومن ترجمة كتاب “رؤية نهاية العالم” ذكر أن نهاية العالم هي “قلة وجود الكلام الطيب”، فعندما تختفى الماعت، ينقطع كلاً من الكلام المتبادل والاستماع المتبادل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى