تاريخ ومزارات

أحمد عرابي: قائد ثورة الفلاحين في الشرقية

أسماء صبحي – أحمد عرابي، أحد أبرز القادة العسكريين والسياسيين في تاريخ مصر الحديث. ولد في 31 مارس 1849 في قرية “هريه رزنة” التابعة لمركز الزقازيق في محافظة الشرقية. ويعتبر عرابي من الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في مقاومة الاحتلال البريطاني ومناهضة الحكم الاستبدادي في مصر خلال القرن التاسع عشر.

وسوف نستعرض في هذا المقال مسيرة حياته وأثره التاريخي الذي لا يزال يُحتفل به حتى اليوم.

نشأة أحمد عرابي

نشأ عرابي في أسرة فقيرة تنتمي إلى طبقة الفلاحين. وهو ما جعله يشعر بمعاناة الشعب المصري من الفقر والظلم الاجتماعي. وكان عرابي مولعًا بالعلم، فتعلم القراءة والكتابة في كتّاب القرية قبل أن ينضم إلى الجيش المصري في سن مبكرة. ومن خلال تدريبه العسكري، أثبت عرابي كفاءة استثنائية وأصبح أحد أبرز ضباط الجيش المصري في عصره.

وتعتبر ثورة عرابي من أبرز محطات التاريخ المصري الحديث. ففي عام 1881، بدأ عرابي حركة تمرد ضد الخديوي توفيق، الذي كان يحكم مصر تحت الحماية البريطانية. وكان السبب الرئيسي في قيام الثورة هو حالة الظلم الاجتماعي والسياسي، فضلاً عن تدخلات القوى الاستعمارية في شؤون مصر. كما أن النظام الحاكم كان يعتمد بشكل كبير على الضباط الأتراك والباشوات الأجانب. مما دفع عرابي إلى تشكيل تحالف مع ضباط الجيش المصري من الفلاحين والمجندين المحليين.

وقاد عرابي ثورة 1881 التي تطورت إلى صراع مفتوح مع الخديوي. وفي عام 1882 نجح في السيطرة على القاهرة وإعلان مطالبته بحقوق الجيش المصري والشعب في تمثيل أكبر داخل الحكومة.

النهاية والمنفى

على الرغم من نجاح ثورة عرابي في البداية، إلا أن التدخل البريطاني كان حاسمًا. وفي 11 يوليو 1882، قاد البريطانيون حملة عسكرية على مصر بقيادة السير “هاردي”. والتي انتهت بهزيمة قوات عرابي في معركة التل الكبير. وبعد الهزيمة، تم القبض على عرابي ونفيه إلى جزيرة سواكن في البحر الأحمر، ثم إلى جزيرة مالطة.

ورغم منفى عرابي، ظل رمزا من رموز الكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني. كما استمر التأثير الكبير لشخصيته في حركات المقاومة التي ظهرت في مصر لاحقًا.

وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على رحيل عرابي، لا يزال يعتبر من أعظم القادة في تاريخ مصر الحديث. وكان عرابي رمزًا للثورة ضد الظلم والاحتلال، وقدوة للشباب المصري في الصمود والتحدي. كما أن مطالبه بتحسين الأوضاع الاجتماعية والسياسية للجيش والشعب المصري كانت بداية لحقبة جديدة من الوعي السياسي في البلاد.

وقال المؤرخ المصري د. سامي شرف، إن أحمد عرابي ليس مجرد قائد عسكريد بل كان شخصية وطنية حملت لواء الدفاع عن كرامة الشعب المصري ضد الاحتلال. كما كانت ثورته بداية لوعي شعبي واسع ضد الاستبداد. وهو ما جعله يشكل محط إلهام في كل فترة زمنية عانت فيها مصر من الظلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى