ما لا تعرفه عن نسب عشيرة جيس.. قيس بن عيلان
كتب – عمر محمد
تنتسب قبيلة جيس في غالبها إلى “بني عامر بن صعصعة” بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، حسب ما روى عطية عبدالمولي من مؤرخى القبائل، وتتميز قبيلة جيس بتوزع أنساب أفخاذها في عدة بطون من بني عامر بن صعصعة (هلال،كلاب،عٌقيل،نمير) وكذلك بأفخاذها العامرية التي حافظت على اسمها العامري القديم ومنها : نمير من بني يوسف من جيس (بني نمير) ، عبادة من بني محمد من جيس (عبادة – بني عُقيل) ، الجُميلة من جيس (بني هلال) ، البو جرادة من بني محمد من جيس (الأبي جرادة – بني عُقيل) ، الكرطان من بني يوسف من جيس (القرطاء – بني كلاب) ، الخيلانية من جيس (بني الأخيل – عبادة – عُقيل) كما تضم بعض العشائر العربية من أصول أخرى منهم: بني عجل ، بني أسد ، بني صخر ، النعيم.
ونخواتها العامة (جيس) ، (جيس لو كطعتو) ، (خيال الرحمن جيسي) ، (زعب) ، وتلقب جيس في سورية وتركية بلقب (زعب) .
فروع جيس
وتتكون قبيلة جيس من خمسة قبائل وهي : (الصيالة ، بني يوسف ، بني محمد ، الجُميلة ، الحبيط).
وتسمى (بني محمد) : جيس الغربي (أي غرب نهر البليخ) ، وتسمى (الصيالة وبني يوسف والجُميلة والحبيط) : جيس الشرقي (أي شرق نهر البليخ).
1) الصيالة (السيالة) وتتوزع عشائرها في سورية وجنوب تركيا وهم ( بني عثمان ، بني طعان ، الرافع ، النجار ، النواجحة ، العبود ، الرزية ، الجهيم ، المعاجلة ، عجل ، الحبو ، البو عاص)
2) بني يوسف وتتوزع عشائرها في سورية وجنوب تركيا والعراق
بني يوسف في سورية وجنوب تركيا: (الصيفي ، بني عمر ، بني نمير ، بني عامر ، بني عز ، الدويجات ، الحليسات ، بني أسد ، بني خطيب ، بني عجل ،الثعالبة ، بني زيد ، بني صخر ، الخرايشة ، الداود ، القرامطة (بني رعوة) ، النعيم ،الغنامة .)
(بني عصيد)ويرجع نسبهم إلي العباسيين، وهم من أفخاذ عشيرة جيس
بني يوسف في العراق : (الكروية ، الجيسات ، الردينية ، الدلفية ، المثلوثة ، الحج عيسى ، آل الشواف ، الملحان ، الكرطان ، البو عيسى القيسية ، الكرخية ، الداينية ، المهدية ، الأركية ، الدهلكية ، الكميعات ، الزهيرية ، الخيلانية ، النداوات ، الجورانية ، العويسات ، الشميسات ، الدشتكية).
3)بني محمد وتتوزع عشائرهم في سورية وجنوب تركيا وهم [عبادة ، حلاوة ، بني خلف ، القجر , فتيت , الطماح ، بني منيف ، الجرعان ، مرابدة , مقيلات , سنانات , سرامدة, سجو , البو جرادة , عليمات , بجميش , البشاجمة , كعكات , بني غنيم , نداوات ، عمار , بني حصين , جريج , طوال , انشعة ، مساهرة ، عظامظة ]
4) الجميلة وتتوزع عشائرها في سورية وجنوب تركيا والعراق
الجميلة في سورية وجنوب تركيا: ( النوافلة ، البو جندي ، البلنزية )
الجميلة في العراق : [البو جاسم ، البو جسام ، المرمي ، البو راشد ، البو نوفل ، السهيلات]
5)الحبيط عشائرهم في جنوب تركيا وهم [سودان ، سيفان ، دنادة ، كتاكتة] (3) (23)
هجرتها إلى الشام ومساكنها
تنتشر عشائر قبيلة جيس في الوقت الحاضر في العراق وسورية وتركيا .
وقال أحمد وصفي زكريا في (عشائر الشام) : “قيس (وتلفظ جيس) – من العشائر القديمة ، قيل أنهم جاؤوا في عهد الفتح الإسلامي ، ثم دفعتهم العشائر الحديثة الورود ، فاستقروا في أقصى شمالي بلاد الشام الحالية ، ومازال الدفع يلاحقهم ، حتى عبروا الحدود التركية ، وتجنسوا بجنسيتها مع بقائهم على فطرتهم العربية البدوية لأن معظمهم بدو رحل ، كانت باديتهم في الصيف المنطقة التركية شمالي الخط الحديدي في أنحاء حران وأورفة ، حيث أن لهم نحو عشرين قرية ، وفي الشتاء في المنطقة العربية بين جبل عبد العزيز ووادي البليخ .”
وفي معجم العشائر الفراتية : ” قيس (جيس) تسكن الآن في حران والرها (أورفة) ، بعضهم في العراق . وهم من قيس عيلان ، وقد اختلط بهم آخرون ونخوتهم (زعب). وقد كان لقيس في منطقة وادي الفرات والجزيرة الفراتية بسورية سلطة.وكانوا من قبل كثرة في المنطقة لكنهم الآن تشتتوا وقد انقسمت هذه العشيرة مؤخراً إلى عشائر كثيرة متناثرة.”
واعتبر الفرنسيون قبيلة جيس تثير الشغب والاضطرابات بين العشائر في المنطقة ، ففرضت حكومة الانتداب عام 1927م تسوية عشائرية لكنها لم تستطع إقامة سلام دائم ، فمنعت الحكومة الفرنسية عشائر جيس المتواجدة في حران وأورفة من النجعة وقضاء الشتاء داخل الأراضي السورية.
وقد ورد في موسوعة البدو للرحالة الألماني (ماكس أوبنهايم) : ” كان قيسيوا سهوب ضفة الفرات الغربية قد تحولوا إلى بدو رحل حقيقيين. هذه الأنماط المختلفة من الحياة، عمقت من جديد الحدود الفاصلة بين القبائل ، التي كانت قد امّحت منذ وقت طويل لدى القيسيين الآخرين ، فانقسم قيسيو سورية الشمالية في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) إلى خمس قبائل مستقلة هي : نمير ، كلاب ، عقيل ، قشير ، والعجلان ( كلها من بني عامر بن صعصعة) ، عبرت معظمها الفرات في منتصف القرن الحالي وانتشرت في الجزيرة الشمالية. انفردت كلاب بالبقاء في منطقتها بين حلب والرحبة ، حيث ظهرت منها سلالة بني مرداس ، التي حكمت حلب بين عامي 416هـ/1025م و 472هـ /1080م. استمرت القبيلة إلى الحقبة الأخيرة من العصر المملوكي، كما تولت حراسة حدود الدولة المملوكية ضد آسيا الصغرى ، لما لها من بأس كقبيلة محاربة. في نهاية العصر الوسيط، كانت مضارب كلاب منتشرة في منخفض العمق غربي حلب، وعند قلعة جعبر على الفرات .
واختار بنو نمير القسم الغربي من البليخ ، والعقيل القسم الشرقي حول نصيبين. أما في الشتاء ، فكانت القبيلتين تسيران كلتاهما نحو الجنوب ، فتمر بنو نمير عبر الرقة مواكبة مجرى الفرات النازل ، وتجتاز عقيل الجزيرة بالعرض في طريقها إلى العراق. إن السلالة الحاكمة الأكثر شهرة التي أسسها هؤلاء ، هي سلالة العقيليين التي تنحدر من فرع مهنا للقبيلة العقيلية عبادة والتي حكمت انطلاقاً من الموصل الجزيرة الشرقية ، وحكمت كذلك الجزيرة الغربية من حين لآخر : من سنة 380 هجرية / 990 ميلادية إلى نهاية القرن الحادي عشر ، عندما وضع السلاجقة حداً لحكومتها. بقي أمراء النميريين في بداياتهم على الأقل شأنهم في ذلك شأن أمراء العقيليين ، بدواً أقحاحاً ، رغم المنزلة التي احتلوها. لذلك سكنوا السهب بين قبائلهم ولم يقصدوا المدن إلا من أجل القيام بالواجبات الحكومية ، أما سندهم السياسي فكان بني مرداس الكلابيين في حلب ، الذين ربطتهم بهم علاقات مصاهرة.
ولم تحظ سلالتا بنو وثاب وبنو عطير بشهرة مماثلة ، رغم أنهما خرجتا بدورهما من بني نمير ، وحكمتا حران وأورفة في الفترة ذاتها . كان وثاب ابن سابق النميري أبو السلالة الأولى . وقد توفي عام 410هـ / 1019م في حران ، فحكم ابنه شبيب حران وسروج إلى عام 431هـ ، ثم حكم حفيده منيع ابن شبيب الرحبة أيضاً . حافظ بنو وثاب على ملكهم حتى عام 474هـ/1081-1082م ، حيث أجبروا على إخلاء حران وتركها للعقيلي مسلم بن قريش، مع سقوط السلالتين (النميريين عام 1081م- والعقيليين عام 1096م) فقدت قبيلتاهما أيضاً ، بنو نمير وعقيل ، أهميتهما . اقتصر وجود بني نمير على البليخ ، وانحلت قبيلة عقيل تماماً. أما العشيرة القيادية عبادة فقد هاجر الجزء الأكبر منها إلى العراق، وانكفأ قسم صغير منها على نفسه وانسحب إلى البليخ ، حيث لا نزال نعثر اليوم أيضاً على عبادة ونمير ، بوصفهما فخذين من الجيس.”
ومن الملاحظ أن ديار جيس هي نفس ديار بني عامر بن صعصعة في الشام والتي كونت بها ممالك ، حيث كانت (حران) لبني نمير و (حلب) لبني كلاب ، و(الجزيرة الفراتية) لبني عقيل ، ومن أشعارهم التي ذكرت تواجدهم في تلك الديار في القرن الأول الهجري في يوم البليخ ، والبليخ نهر بين حران والرقة التقى فيها قيس وتغلب وانهزمت تغلب فقال ابن صفار:
زرق الرماح ووقع كل مهندٍ * زلزلن قلبك بالبليخ فزالا.
وقال الشاعر جرير للأخطل التغلبي في ذكر انتصار قيس بقيادة زفر بن الحارث الكلابي العامري :
أنسيت يومك بالجزيرة بعدما * كانت عواقبه عليك وبالاً
حملت عليك حماة قيس خيلها * شعثاً عوابس تحمل الأبطالاً
ما زلت تحسب كل شيء بعدهم * خيلاً تكر عليكم ورجالاً
زفر الرئيس أبو الهذيل أبادكم * فسبى النساء وأحرز الأموالاً.
ومن أكبر القبائل المجاورة لجيس قبيلتي شمر وعنزة (الفدعان) ويقول عويد القرقشي الثابتي الشمري عن ديار شمر في الجزيرة:
ومرباعهم سيل الرميلـه ليا الصيـف = ومقيظهـم حـروة غراسـه وليـلان
ان شرّقوا ينحـون كـل الأطاريـف = وان غرّبوا ينحون (جيـس) و(فدعـان).