رمضان في قطر.. أصالة تتحدى العصر وعادات تتجدد
يحل شهر رمضان كل عام محملا بروحانياته الفريدة وأبعاده الاجتماعية العميقة، فهو ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل مدرسة إيمانية تكرس القيم وترسخ العادات، حيث يربط بين الماضي والحاضر بجسر من التقاليد العريقة التي تعكس هوية المجتمع القطري، فرغم التطورات الحديثة إلا أن رمضان يبقى مناسبة تتجلى فيها أصالة التراث القطري.
عادات الشهر الفضيل
كما تظل عادات الشهر الفضيل راسخة في المجتمع، محافظة على جذورها رغم تفاعلها مع مظاهر الحداثة، في مشهد يؤكد تمسك القطريين بهويتهم الوطنية، فالزيارات العائلية، والتجمعات الرمضانية، وأجواء التلاحم بين الأفراد تظل حاضرة، مما يعكس موروثا ثقافيا متجذرا عبر الأجيال.
وفي هذا الصدد قال مؤرخون وباحثون في التراث، أن العادات الرمضانية القديمة ما زالت تجد مكانها في المجتمع رغم المتغيرات، فرغم التقدم والتطور إلا أن القطريين حافظوا على تقاليدهم، مما جعل رمضان مناسبة تعكس ارتباطهم العميق بالماضي، فالأكلات الشعبية مثل اللقيمات والهريس والثريد لا تزال تزين الموائد، وتحضيرات البيوت لاستقبال الشهر مستمرة، والغبقات التي كانت تقام قديما في المنازل ما زالت قائمة وإن تغيرت أماكنها.
كما أشار الباحث خليفة المالكي إلى أن التقاليد الرمضانية لم تختف، بل تماشت مع تطورات العصر، فبينما كانت الغبقة قديما تقتصر على مجبوس السمك الصافي في المنازل، أصبحت اليوم أكثر تنوعا وتقام في الفنادق وأماكن مختلفة، حتى الملابس الشعبية التي كانت ترتدى طيلة الشهر باتت تظهر في ليلة القرنقعوه فقط، إلا أن جوهر العادات يبقى ثابتا.
ولفت الباحث عتيق السليطي إلى أن بعض العادات الرمضانية اندثرت، مثل استقبال الشهر وتوديعه بالأهازيج الشعبية، ودق الحب يدويا لتحضير الهريس، حيث حل شراء الحب الجاهز مكان الطرق التقليدية، كما تراجع تقليد ختم القرآن بالطريقة القديمة، حيث كان يتم وضع المصحف على كرسي خشبي ويتناوب القراء على تلاوته طوال ليالي الشهر.



