قبائل و عائلات

عائلة علم الدين في المنوفية: رحلة العلم والوطنية عبر الأجيال

أسماء صبحي – في قلب الدلتا، وتحديدًا في قرية رقية حشيش بمركز تلا في محافظة المنوفية. تبز عائلة علم الدين كواحدة من أعرق العائلات المصرية التي تركت بصمات واضحة في مجالات التعليم، السياسة، والصناعة. وامتد تأثير هذه العائلة ليتجاوز حدود القرية، ليسهم في بناء الوطن ودعم الحركات الوطنية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا.

نشأة عائلة علم الدين

تعود أصول العائلة إلى الجد الأكبر عبد القوي إبراهيم علم الدين، الذي كان من كبار ملاك الأراضي الزراعية في مديرية تلا خلال عهد الملك فؤاد. ورغم الثروة والجاه، آمن عبد القوي بأهمية العلم كركيزة للتقدم. فأنشأ مدرسة صغيرة في دوار العائلة لتعليم أبناء القرية مجانًا لتكون بداية رحلة العائلة مع نشر الثقافة والمعرفة.

ومع بداية القرن العشرين، أصبح سالم عبد القوي علم الدين من أبرز الشخصيات التعليمية في المنوفية. وتبنى فكرة إنشاء مدارس أهلية لتعليم الفتيات والأولاد على حدٍ سواء، في وقت كانت فيه الأمية منتشرة. كما عرف سالم بشغفه للتعليم حتى أطلق عليه لقب “ناظر القرية” وظل ينظم حلقات تعليمية في منزل العائلة لعقود.

ولم يقتصر تأثير العائلة على التعليم فقط بل كانت لها مواقف وطنية مشهودة. وخلال ثورة 1919 شارك أفراد العائلة في المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني ووفروا الدعم اللوجستي للثوار. وعند قيام ثورة يوليو 1952، كانت العائلة من أوائل الداعمين للتغيير واحتضنت أفكار الثورة الداعية للعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية.

أعلام العائلة ودورهم في التنمية

أنجبت العائلة العديد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في تطوير مجالات مختلفة:

  • المهندس إبراهيم مصطفى علم الدين: ساهم في بناء مصنع الحديد والصلب بحلوان. كما أشرف على عدة مشاريع بنية تحتية.
  • إسماعيل مصطفى علم الدين: من أوائل المهندسين الذين ساهموا في تأسيس مصنع الغزل والنسيج بشبين الكوم.
  • الدكتورة فاطمة سالم علم الدين: أستاذة الأدب العربي بجامعة القاهرة التي كرست حياتها لتوثيق التراث الأدبي في الريف المصري.

ويقول الدكتور محمد عبد القادر، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة المنوفية، إن عائلة علم الدين تعد نموذجًا ملهمًا للعائلات المصرية التي جمعت بين حب الوطن والإيمان بقوة العلم. كما إن مساهماتهم في التعليم والصناعة ودورهم في الحركات الوطنية جعلهم جزءًا أصيلًا من التاريخ المحلي والوطني.

ورغم مرور الزمن، لا تزال العائلة متمسكة بقيمها الأصيلة. ويدير الجيل الحالي من أبناء علم الدين مؤسسات خيرية تقدم منحًا تعليمية للطلاب غير القادرين. منا يشاركون في مبادرات تنموية لدعم القرى الفقيرة في المنوفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى