قبائل و عائلات

السلطان يعقوب بن عبد الحق.. ابن قبيلة مرينة الذي رفع لواء الجهاد ضد المتربصين بالإسلام

أسماء صبحي

ولد السلطان يعقوب بن عبد الحق في عام 609هـ، ونشأ ببلاد المغرب في قبيلة مرينة. من الواضح أنه نشأ على الإسلام، وكانت نشأته صحيحة وقويمة، فكما يقول عنه “لسان الخطيب” في الإحاطة أنه كان سليم الصدر، مخفوض الجناح، وكان ملكًا صالحًا..فهذه الصفات لا تتأتي إلا من كانت نشأته إسلامية خالصة، خاصة وقد رفع لواء الجهاد ضد النصارى المتربصين بالإسلام لأخذ الأندلس وتملكها من يد المسلمين. ولن يتجاوب مع المسلمين في رفع راية الجهاد إلا من تربى، ونشأ عليه.

جهاد السلطان يعقوب

يقول عبداللطيف جنيدي، الباحث في التاريخ الاسلامي، إن “الفنش” استولوا على جميع ما افتتحه المسلمون من معاقل الأندلس وارتجعها ثم هلك “الفنش” وتولى ابنه. وفي عهده ارتجع (قرطبة) و(إشبيلية) من أيدي (بني هود) وعلى عهده زحف ملك (أرغون)، فارتجع شرق (الأندلس) كله (شاطبة) و(دانية) و(بلنسية) و(سرقسطة)، وسائر الثغور والقواعد الشرقية.

وأضاف جنيدي، أنه لما رأى المسلمون ما حل بهم ملكوا عليهم “محمد الفقيه بن الأحمر”. واستغاث بـ”يعقوب بن عبد الحق” سلطان بـني مرين لنجدته ضد النصارى، فأجاب صريخه وأجاز عساكر المسلمين من بني مرين وغيرهم إلى الجهاد مع ابنه. ثم جاء على أثرهم وأمكنه ابن هشام من الجزيرة الخضراء وكان ثائرًا بها، فتسلمها منه ونزل بها وجعلها ركابًا لجهاده.

وتابع جنيدي: “أنزل بها جيش الغزو، ولقي الجموع النصرانية بوادلك وعليهم “ذنبة” من أقماط “بني أدفونش” وزعمائهم. فهزمهم “يعقوب بن عبد الحق” وبقيت فتن متصلة، ولم يلقه “يعقوب” وإنما كان يغزو بلادهم، ويكثر فيها العبث إلى أن ألقوه بالسلم. وخالف على هراندة ملك قشتالة هذا ابنه سانجة، فوفد هراندة على يعقوب بن عبد الحق صريخًا وقبّل يده. فقَبِل وفادته وأمده بالمال والجيش ورهن في المال التاج المعروف من ذخائر سلفهم”.

وأشار جنيدي، إلى أن أول ما افتتحه وخلصه من أيدي النصارى كانت مدينة (سلا)، وفتك في بعض غزواته بملك من النصارى يقال له ذوننه. ويقال إنه قتل من جيشه أربعين ألفًا، وهزمهم أشد هزيمة، ثم تتابعت غزواته بالأندلس وجوازه للجهاد. وكان له من بلاد الأندلس رندة والجزيرة الخضراء وطريف وجبل طارق وغير ذلك، وأعز الله تعالى به الدين بعد تمرد الفرنج المعتدين.

وفاته

توفي السلطان “يعقوب بن عبد الحق” في الجزيرة الخضراء من الأندلس. وهو بعسكره للجهاد عند الزوال يوم الثلاثاء الثاني والعشرين لمحرم سنة 685هـ، وله خمس وسبعون سنة.

قالوا عنه

أثنى عليه لسان الخطيب فقال: “كان ملكًا صالحًا، سليم الصدر، مخفوض الجناح، شارعًا أبواب الدالة عليه منهم، أشبه بالشيوخ منه بالملوك، في إخمال اللفظ، والإغضاء عن الجفوة، والنداء بالكنية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى