عادات و تقاليد

النوايب وزيارة المقابر”.. طقوس صعيدية تميز احتفالات قنا بعيد الأضحى

دعاء رحيل 

عيد الأضحى هو من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية للمسلمين في كل مكان، وهو يتميز بطقوس وعادات خاصة تختلف من منطقة إلى أخرى. في مصر، يحتفل أهالي قنا بالعيد بطريقة مميزة، تعكس تراثهم وثقافتهم وحبهم للحياة. ومن بين الطقوس التي تبرز في احتفالاتهم هي «حميثرة والمقابر» وتوزيع «النوايب»، التي تجذب الأنظار وتشهي النفوس. في هذا الموضوع، سنتعرف على بعض أشهر هذه الطقوس التي تختص بها قنا في عيد الأضحى.

 

حميثرة والمقابر

حميثرة والمقابر هي من أشهر الطقوس الصعيدية في عيد الأضحى، وهي تشير إلى زيارة المقابر للصلاة على الأموات واهداء الأضاحي لهم. تبدأ هذه الطقس قبل صلاة العيد بساعات، حيث يذهب رجال الأسر إلى المقابر لتنظيفها وتزيينها بالورود والشموع، ثم يؤدون صلاة الفجر هناك، ثم يستعدون لذبح الأضاحي التي تكون عادة من الخراف أو الماعز. بعد ذبح الأضاحي، يقطعون منها قطعًا صغيرة، ثم يغلونها في قدور كبيرة على نار خشبية، ثم يضعون منها على قبور أقاربهم المتوفين، مؤدين دعاء لهم بالرحمة والغفران. كما يقدَّم جزء من اللحم للفقراء والجيران كصدقة عن أرواح المتوفين. تعد هذه الطقس رمزًا للتضامن والتآخي بين أفراد المجتمع، وكذلك للاحتفاء بذكرى الموتى وإظهار الولاء لهم.

توزيع النوايب

توزيع النوايب هي من أشهر الطقوس الصعيدية في عيد الأضحى، وهي تشير إلى تقسيم الأضاحي بين أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء. تبدأ هذه الطقس بعد صلاة العيد، حيث يقوم رب الأسرة بتقطيع الأضحية إلى أجزاء متساوية، ثم يوزعها على أفراد أسرته وأقاربه وأصدقائه، مع مراعاة حقوق كل شخص وحاجته. كما يقدَّم جزء من اللحم للفقراء والمحتاجين كزكاة عن نفسه وعن أسرته. تعد هذه الطقس رمزًا للكرم والجود بين أفراد المجتمع، وكذلك للتواصل والترابط بينهم.

تحضير الفطائر والحلويات

تحضير الفطائر والحلويات هي من أشهر الطقوس الصعيدية في عيد الأضحى، وهي تشير إلى إعداد أنواع مختلفة من الفطائر والحلويات لتقديمها للضيوف والزائرين. تبدأ هذه الطقس قبل العيد بأيام، حيث تقوم نساء الأسر بإعداد عجينة رقيقة مصنوعة من دقيق القمح والماء والملح، ثم تفرد بشكل دائري على سطح مرشوش بالدقيق، ثم تدهن بالزبدة أو السمن، ثم تطوى على شكل مثلث. تكرر هذه العملية حتى يتكون عدد كافٍ من الفطائر، ثم تُخبز في فرن ساخن حتى تصبح ذهبية اللون. تُسمى هذه الفطائر بـ«السخينة»، وتقدَّم ساخنة مع عسل نحل أو قطر أو جبنة أو سكر. كما تعد نساء الأسر أنواع مختلفة من الحلويات، مثل «البسبوسة» و«الكنافة» و«القطايف» و«البقلاوة» و«الغريبة» و«الكحك»، وتزينها بالجوز والفستق والزبيب والقشطة.

زيارة الأقارب والأصدقاء

زيارة الأقارب والأصدقاء هي من أشهر الطقوس الصعيدية في عيد الأضحى، وهي تشير إلى التواصل والتهاني بين أفراد المجتمع بمناسبة العيد. تبدأ هذه الطقس بعد صلاة العيد، حيث يتبادل المصلون التهاني والتبريكات بالعيد، ثم يذهب كل شخص إلى منزله للاستقبال أولاده وزوجاته وإخوانه وآبائه وأجداده، ثم يخرج لزيارة أقاربه وأصدقائه في قريته أو مدينته، محملاً بـ«النواية»، وهي قطعة من لحم الأضحية يقدِّمها كهدية لمن يزور. كما يستقبل كل شخص في منزله ضيوفه وزائريه بـ«الفطائر» و«الحلويات» التي أعدها، مع شاي أو قهوة أو عصير. تعد هذه الطقس رمزًا للمحبة والمودة بين أفراد المجتمع، وكذلك للفرحة والبهجة بالعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى