عيد الفطر في قطر أجواء تراثية وفرحة تتجدد
مع حلول عيد الفطر، تكتسي قطر بحلة من البهجة والتقاليد العريقة التي تضفي على المناسبة طابعًا خاصًا حيث تتردد العبارات التراثية بين الناس مثل “عساكم من عواده” و”عيدكم مبارك”، في أجواء مليئة بالفرح والتآخي.
عيد الفطر في قطر
تبدأ التحضيرات للعيد في العشر الأواخر من رمضان، إذ تتسابق العائلات لشراء الملابس الجديدة وتحضير الأطباق التقليدية مثل اللقيمات والعصيدة والبلاليط، فيما يهتم الرجال بخياطة أثوابهم واقتناء البشت والعقال والغترة، بينما تتزين النساء والأطفال بالحناء والعباءات ذات الطابع القطري الأصيل، ليكتمل مشهد العيد بلمسة من الأناقة والتراث.
في يوم العيد، تعم البهجة قلوب الأطفال الذين يجوبون الأحياء لتقديم التهاني وجمع العيدية، مرددين الأهازيج الشعبية التي تعكس روح الفرح كما يحرص القطريون على إقامة مأدبة “الذبيحة” في بيت كبير العائلة، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء حول طبق المكبوس والحلويات التقليدية وسط أجواء من الود والتراحم، مع تبخير المنازل وتعطير الضيوف بالعود في لفتة تراثية أصيلة.
يعد العيد في قطر مناسبة تعزز التراحم الاجتماعي، حيث تفتح العائلات أبواب منازلها لاستقبال الزوار وتقديم المساعدات والصدقات في أجواء تسودها المحبة والتكافل.
وتزخر الدوحة والمدن القطرية بفعاليات العيد التي تبدأ بصلاة العيد وتستمر بالاحتفالات والألعاب النارية التي تزين سماء الكورنيش وسوق واقف ودرب لوسيل ومشيرب وميناء الدوحة القديم والحدائق العامة كما تتضمن الفعاليات عروضًا تراثية للحرف اليدوية القديمة مثل الحدادة والنجارة والخزازة والعطارة، إلى جانب الفنون الشعبية التي تبرز أصالة الثقافة القطرية.
العرضة القطرية تبقى أحد أبرز مظاهر العيد، حيث يصطف الرجال في صفين متقابلين يرددون أبيات الشعر وسط دوي الطبول والدفوف، بينما يلوّحون بالسيوف في مشهد يعكس الفخر بالتراث كما ترتدي الفرق المشاركة أزياء تقليدية مثل البشت وثوب “الشلحات” الأبيض ذي الأكمام الطويلة الواسعة.
تنظم العديد من الجهات، وعلى رأسها “قطر للسياحة”، فعاليات تعود بالزوار إلى زمن الأجداد من خلال عروض للحرف اليدوية القديمة والألعاب الشعبية مثل “البلبول” و”الدحروج”، لتعيش الأجيال الجديدة تجربة أصيلة تعكس عبق التاريخ القطري.
