وطنيات

زي النهاردة.. ذكري الإغارة الثالثة الناجحة على ميناء إيلات 15 مايو 1970

أسماء صبحي 

قام كل من رائد رضا حلمي، م.اول عمر عز الدين، م. أول نبيل عبد الوهاب، مساعد فؤاد رمزي، رقيب علي ابو ريشة، بتنفيذ عملية الإغارة الثالثة على ميناء إيلات في 15 مايو عام 1970، ومن معجزات عمليات إيلات أنه لم يحدث في التاريخ أن تحدث 5 غارات على ميناء خلال سبعة أشهر فقط. في الفترة من نوفمبر 1969 وحتى مايو 1970.

حدثت الإغارة الأولي 8 نوفمبر 69، ولم تتم لظروف حدثت منعت إتمام العملية، ووقعت الإغارة الثانية 15 نوفمبر 69، وتم فيها إعطاب سفينة الإنزال هداليا وهيداروما، والإغارة الثالثة 6 فبراير 70، وتم فيها إغراق السفينة بات يام وإعطاب بات شيفع، والإغارة الرابعة 28 أبريل، ولم تتم لظروف حدثت منعت إتمام العملية، أما الإغارة الخامسة فقد وقعت في 15 مايو 70، وتم فيها تدمير الرصيف الحربي وقتل عدد كبير من الضفادع البشرية الإسرائيلية.

الإغارة الثالثة الناجحة على ميناء إيلات

بعد عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على ميناء ايلات، تم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي. واتبعت القيادة الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي، وكان ذلك يكبدهم خسائر فادحة. فضلاً عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.

ومن هنا نشأت فكرة العملية الثالثة، حيث وصلت المعلومات من المخابرات الحربية تفيد بأن ناقلة الجنود “بيت شيفع” قد تم إصلاحها بعد التدمير الذي أصابها أثناء عملية الإغارة الثانية على ميناء ايلات. غير أنها كبقية السفن تغادر الميناء كل ليلة وتعود إلية في الصباح، وكان لابد من إيجاد وسيلة لتعطيل “بيت شيفع” عن الإبحار وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء ايلات ولو لليلة واحدة حتى يمكن مهاجمتها وإغراقها.

وتلخصت الفكرة في وضع لغمين كبيرين يحتوى كل منهما على مائه وخمسين كيلو جرام من مادة الهيلوجين شديدة التفجير على القاع أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه ناقلة الجنود “بيت شيفع” عند دخولها إلى الميناء صباح كل يوم. فيتم وضع اللغمين منتصف الليل ويضبط جهاز التفجير على 12 ساعة أي أن انفجار الألغام يحدث نحو الساعة الثانية عشر ظهرًا. ففي هذا الوقت لابد وأن تكون “بيت شيفع” راسية بجوار الرصيف الملغوم.

تنفيذ العملية

وتحدد يوم السبت (العطلة الإسرائيلية الأسبوعية) 15 مايو 1970 لتنفيذ العملي. وفعلا تم وضع اللغمين كمرحلة أولى في ألاماكن السابق تحديدها، ولكن اللغم الأول انفجر مبكرا عن موعده في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 15 مايو. وفي الوقت نفسه تأخر وصول الناقلة “بيت شيفع” حتى الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق. أي أن الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بحوالي ست ساعات. أما اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15.

وعلى الرغم من أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها إلا إنها حققت بعض الأهداف الأخرى. فقد زعزعت ثقة القوات الإسرائيلية فقد شوهدت عملية انتشال جثث كثيرة من الماء لأفراد ضفادعهم البشرية الذين كانوا يعملون وقت حدوث الانفجار في تقطيع جسم السفينة “بات يام” التي أغرقتها الضفادع البشرية المصرية خلال الإغارة الثانية على ميناء ايلات.

كما شوهدت أكثر من ست عربات إسعاف تنقل الجرحى والمصابين من مبنى الضباط المقام خلف الرصيف الحربي مباشرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى