قربان المرهم.. يمثل علاقة وثيقة بين الملك والمعبودات في مصر القديمة
أسماء صبحي
يطلق على المرهم mḏt، وقد استخدم الملوك في تقديم المرهم للمعبودات أواني مصنوعة من خامات مختلفة. لكنهم فضلوا المصنوعة من الحجر خاصة الألباستر، وهذا لأن الحجر يحافظ على جودة المادة. وفي عصر الدولة الحديثة استخدموا أواني من الفخار والزجاج والخشب. والتي زخرفت كتقليد للأواني المصنوعة من الحجر، وفي أحيان أخرى استخدموا إناء على شكل ابغو الهول.
استخدامات المرهم
تقول شروق السيد، الباحثة فالتاريخ المصري القديم، إن المرهم كان يتكون من قاعدة دهنية ومادة فعالة يوضع على الجلد وتحدد المادة الفعالة حسب استخداماته. ويظهر أن المرهم المستخدم في الأغراض التجميلية وطقوس المعبد كان يتكون من الزهور والصمغ واخشاب عطرية ومرة وزيت. ويستخدم بغرض التنظيف وتعطير ودهن الجسم حيث أن النظافة كانت رمزاً للنقاء الأبدي.
وأضافت شروق، أنه من الواضح أن المصريين قد أقاموا طقوس التطهير للمعبودات مستخدمين الماء والمرهم. وكان للمرهم كاهن يسمى “كاهن المرهم” وتظهر أهمية المرهم في وجود وجود غرف تخزين كبيرة له في المعابد. حيث أنه يمثل الاتصال الوثيق بتتويج صورة المعبود في كل عام. فعلي الصف الأعلى بالجهة الغربية لممر بوابة صرح “بانجم” بمعبد خونسو يقدم بانجم المرهم لأمون وامونت من إناء يسكبه بكلتا يديه.
وتابعت السيد: “يبدو أنه نظراً لأهمية المرهم فقد كان يدهن به الطيور المستخدمة في المراسلات. والتي تطلق عند الزواج من أميرات أجانب، وكان يستخدم لمنع الشيخوخة المبكرة في الأجواء الحارة ولإعطاء رائحة جميلة. ويعطي للملك القوة والحيوية فيظهر على الصف الثالث لواجهة بوابة معبد هابو صورة رمسيس الثالث وهو يقدم المرهم “لأمون كا موت إف”.
واوضحت أنه ربما كانت تعني مناظر تقديم المرهم للمعبودات علاقة وثيقة بين الملك والمعبودات. واستخدمت عند طقوس بداية العام الجديد، كما أصبحت للدهون قداستها وتعتبر بشارة للملوك. كما نجد ارتباطاً بين الدهون والعبادة الأوزيرية وكذلك يوجد عيد دهون التاسوع وذلك في خلال شهور الفيضان.