تاريخ ومزارات

“حتى أنت يا بروتس”|| ذكرى أشهر خيانة في التاريخ.. كيف كان مصير قاتل يوليوس قيصر؟

أميرة جادو

جدث في مثل هذا اليوم 14 أبريل من عام 43 قبل الميلاد،  حاصر مارك أنطونيو القائد الروماني الشهير مدينة مودنة التي تحصن فيها بروتس قاتل يوليوس قيصر، وتمكن من هزيمة قوات القنصل بانسا التي حاولت دعمه لتسجل هذه المعركة سقوط أحد أبرز المتآمرين على قيصر في واحدة من أعنف المعارك في التاريخ الروماني.

حتى أنت يا بروتس؟

اشتهر بروتس في ذاكرة التاريخ كرمز للخيانة، وذلك بعد أن طعن صديقه يوليوس قيصر في مجلس الشيوخ، وهي اللحظة التي خلدها الكاتب المسرحي وليم شكسبير بعبارته الشهيرة حتى أنت يا بروتس؛ في مشهد صادم يجسد قسوة الغدر بين الأصدقاء وسط دهشة قيصر وذهول الحاضرين.

الانتقام الخطابي

وفقًا للمراجع التاريخية، فإن مارك أنطونيو استغل لحظة الغدر بخطبة نارية من شرفة مجلس الشيوخ خاطب فيها جماهير روما الغاضبة وأثار عاطفتهم على مقتل ابن روما المدلل، كما وصفه ليعلن عن وصية قيصر التي أوصى فيها بثروته للشعب مما أشعل المدينة غضبًا وأجبر القتلة على الهروب قبل أن تفتك بهم الجماهير.

تحالف الانتقام

بعد موجة الغضب الشعبي، تحالف أنطونيو مع أوكتافيوس ولبيدوس وبدأوا حملة للانتقام من قتلة قيصر قادتهم إلى سحق بروتس وكاسيوس ومعاونيهم في معركة فليبى سنة 42 قبل الميلاد، حيث سقط الحلف المعادي للقيصر وانتهت حقبة المتآمرين بخسارة دامية.

الخطابة كسلاح قاتل

بحسب ما ذكره الدكتور خالد عزب في كتابه السياسات الإعلامية فقد استخدم مارك أنطونيو ذكاءه الخطابي لإقناع الجماهير الغاضبة دون أن يصطدم مباشرة مع بروتس حيث خاطبهم بعبارات تمس العاطفة وطلب منهم الإنصات فقط لمواراة قيصر وليس لتمجيده مستعملًا أدوات اتصال لا تزال تدرس حتى اليوم كمثال على التأثير في الرأي العام خلال الأزمات.

تحول السرد التاريخي

والجدير بالذكر، أن هذه الأحداث تظهر كيف استطاع أنطونيو أن يقلب الرأي العام بخطاب عاطفي مدروس، ويدمر الرواية التي حاول بروتس ترسيخها حول استحقاق قيصر للقتل، فبينما كان بروتس يقنع العامة أن قيصر طاغية نجح أنطونيو في تقديمه كضحية لوصية عظيمة وإرث خالد مما مهّد للانتقام السياسي وسحق الخونة في نهاية مأساوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى