تاريخ ومزارات

السلطان حسن.. الحاكم الشاب الذي ترك بصمة غامضة في تاريخ مصر ومسجد لا مثيل له

في عام 1347، تولى السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون حكم مصر وهو في الثالثة عشرة من عمره، بعد ولادته في عام 1334، وكان الابن السابع للناصر محمد بن قلاوون. وعقب توليه الحكم في سن مبكرة، تولى الأمير شيخون العمري الوصاية عليه، وهو أحد كبار الأمراء الذين أنعم عليهم الناصر محمد بمناصب هامة.

من هو السلطان حسن 

خلال فترة حكمه الأولى، تفشى الفساد في البلاد، وانتشرت الرشوة، وفرضت الإتاوات، وعانت البلاد من قطاع الطرق، وفقًا لما ذكره المؤرخ ابن إياس. وفي عام 749هـ (1348م)، اجتاح وباء الطاعون مصر، مما أسفر عن وفاة نحو تسعمائة ألف شخص في شهري شعبان ورمضان. وكان يتم إخراج ما يقرب من عشرين ألف جنازة يوميًا من القاهرة، ما دفع الناس للمشاركة في تحضير التوابيت والمساعدة في غسل الموتى تطوعًا.

 

عندما بلغ السلطان حسن سن الرشد، استقل بالحكم وتولى السلطة الكاملة، ولكنه اعتُقل في عام 1351، وظل في سجنه منشغلًا بالعلم والدراسة حتى تم الإفراج عنه وأُعيد إلى السلطة في عام 1354. استمر في الحكم حتى عام 1361 حيث توفي عن عمر يناهز ثلاثين عامًا، تاركًا وراءه إرثًا غامضًا ومسجدًا عظيمًا يشهد على عبقريته.

 

من أبرز إنجازات السلطان حسن هو بناء مسجده الشهير في القاهرة بمنطقة القلعة، حيث كانت الأرض التي شيد عليها تعرف بـ “سوق الخيل”. تكلف بناء المسجد حوالي 750 ألف دينار ذهبي، ما يجعله واحدًا من أضخم وأفخم المساجد في العالم الإسلامي. وقد أثنى عليه المؤرخون، حيث وصفه المقريزي بأنه لا مثيل له بين مساجد المسلمين في مصر والشام والعراق والمغرب واليمن، خاصة قبته الفريدة. وأشاد به جومار في كتابه “وصف مصر” باعتباره من أجمل مباني القاهرة والإسلام، مؤكدًا أنه يحتل المرتبة الأولى في العمارة العربية. أما ابن تغري بردي، فقد اعتبره من عجائب الدنيا، جامعًا ومدرسة، وأفضل بناء شُيد في الإسلام.

تظل صورة المسجد، الذي يعود تاريخه إلى عام 1870، شاهدًا حيًا على عبقرية السلطان حسن ورؤيته المعمارية التي لا تضاهى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى