تفاصيل اغتيال الإمام على بن أبي طالب.. كيف مات أمير المؤمنين؟
أميرة جادو
يصادف اليوم ذكرى اغتيال الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وذلك بعدما تعرض للطعن على عبد الرحمن بن ملجم غيلة، في 24 شهر يناير عام 661، في شهر رمضان من سنة 40 هجرية.
سبب طعن علي بن أبي طالب
وفقًا لما ذكره الأديب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه “عبقرية الإمام”، اجتمع عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي، من غلاة الخوارج، وتذكروا رفاقهم القتلى والرحلين من المسلمين عامة وألقوا وزر هذه الدماء كلها على ثلاثة، أو أئمة الضلالة في رأيهم ، وهم (على بن أبى طالب، ومعاوية بن أبى سفيان، وعمرو بن العاص)، فقال ابن ملجم (أنا أكفيكم على بت أبى طالب) وقال البرك (أنا أكفيكم معاوية بن أبى سفيان)، وقال عمرو بن بكر (أنا أكفيكم عمرو بن العاص)”.
وتحدث العديد من المؤرخون أن عبد الرحمن بن ملجم الخارجي الحميري أقام في الكوفة يرقب الموعد لقتل الإمام، ثم إنه أقبل آخر الليل ومعه رفيق له يعينه في عمله المجرم، وأنهما انتظرا الإمام حتى خرج من بيته لصلاة الفجر، فلما رأياه قادمًا استقبلاه بسيفيهما، فأصابه ابن ملجم — لعنه الله — في جبهته حتى بلغ دماغه، ووقع سيف صاحبه في الحائط، وخر الإمام الأمين المأمون صريعًا.. وهو يقول: لا يفوتنكم الرجل، وأحاط القوم بالفاسقَين، فقتلوا الثاني، واستبقوا ابن ملجم، وحمل الإمام إلى داره فأقام ليلتين ويومًا ثم مات كرم الله وجهه.
الحافز لقتل الإمام علي
وكان حافز “ابن ملجم”، كما رأى “العقاد”، لقتل الإمام، هو العشق والحب، حيث كان يحب فتاة من تيم الرباب قتل أبوها وأخوها فى معركة الخوارج، وكانت توصف بالجمال الفائق والشكيمة القوية، فلما خطبها ابن ملجم لم ترض به زوجا إلا أن يشفى لوعتها وقال (وما يشفيك) قال (ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة، وقتل على أبن أبى طالب).
يقول “العقاد” إن الإمام على ضربه ابن ملجم فى جبينه بسيف مسموم، وهو خارج للصلاة فمات بعد أيام وهو يحذر أولياء دمه من التمثيل بقاتليه، ويقول لهم “يا بنى عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قتل أمير المؤمنين، قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلن إلا قاتلى”. وتابع “انظر يا حسن، إن مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل فإنى سمعت رسول الله يقول : إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور”.