عادات و تقاليد

«العطفة» في حروب البدو.. أخت الرجال ومحور القتال في الحروب

أميرة جادو

للمرأة مكانة مميزة وكبيرة عند القبائل العربية، و”العمارية” أو “العطفة” هي المرأة المميزة في القبيلة من حيث الذكاء وطلاقة اللسان، عند البدو والقبائل العربية، يعدّ لها قتب في الهودج يقال له “العطفة” يزين بمختلف أنواع الزينة، فتتجمل وتكشف رأسها ثم تخرج على رأس رجال قبيلتها في هودجها للغزو فتحثهم في ساحة القتال وتشحذ همتهم بترديدها أغان تمجد رجال القبيلة وفرسانها واستبسالهم في الحروب.

شروط اختيار العطفة

ومن شروطها:

  • أن تكون الفتاة عذراء
  • وأن يكون والدها من وجهاء أو شيوخ العشيرة
  • الذكاء
  • طلاقة اللسان

“العطفة” يستخدمها العرب خلال خوضهم الحروب مع خصومهم في البادية، ترتدي هذه الفتاه ملابس جميلة وتضع على صدرها حليها من الذهب والفضة وتركب على جمل وعليه هودج مكشوف، وتتقدم جموع المحاربين من قبيلتها، ويتجمع الفرسان حولها لحمايتها ومنعها من الوقوع بالأسر من قبل الأعداء، وترفع الزغاريد وتنادي بصوتها وذلك لإثارة الحماس في نفوس رجال قبيلتها أثناء المواجهة مع الخصم.

كما تقوم  بغناء الأغاني الحماسية والتي تزيد من شدة القتال والحماس عند أفراد قبيلتها، وذلك بهدف الدفاع المستميت عن شرفهم حتى الموت ومنع وقوعها في الأسر من قبل الطرف الأخر.

آسر العطفة

عند هزيمة قومها أو تم آسرها من القبيلة الأخرى المنتصرة، تنكسر قبيلتها وتجبر على الانصياع لخصمها، والتنازل عن تفوقها وسيطرتها لهم ولا ترد العطفة، ومن تقاليد البادية، لا يحق  للقبيلة المغلوبة حيازة عطفة أخرى.

فيطلبون من أحد نسائهم تجريد العطفة من حليها ويخلون سبيلها لتلحق بقبيلتها، وبعض القبائل الأخرى بقوم الفارس الذي أسرها بالزواج بها أو يفديها أهلها بالمال، ولكن في الغالب يخلى سبيلها لتلحق بقبيلتها.

هودج العطفة

إن لم يتم التفاوض عليها ستبقى في الأسر، وتعد “العطفة” المحور والمحرك الأساسي للمعركة، من الناحية العسكرية، فالطرفين يجتمعان حولها، أبناء قومها يدافعون عنها بشراسة خوفاً من أسرها والأعداء يتربصون بها.

في عدد من القبائل العربية يقوم الفارس الذي آسرها بالزواج منها أو قد يتزوجها عكيد الحرب أو شيخها، أو يفديها أهلها بالمال، أحياناً تقتل فتاة العطفة إما بسبب طلق ناري طائش أو رأس رمح كان يضرب أحد أبناء عشيرتها، أو في أحيان نادرة قد يعمد أحد أفراد العشيرة المعادية إلى قتلها ليضمن فتور همة الرجال حول العطفة، وبذلك يتمكن العدو منهم.

ويذكر أن “العطفة”  أحدى عادات القبائل العربية في الحروب، وقد يكون في السابق لكل قبيلة عطفة أو لبعض القبائل دون بعض، وبغض النظر عن ذلك فإن معظم القبائل فقدت هذه الفتاة ولم تحافظ على عطفتها وملكتها إلى اليوم، ولم يعد لها وجود وأخر أيامها كان زمن الاحتلال العثماني، وذلك لاندثار الحروب بين القبائل، ومن أشهر القبائل العربية التي اعتبرت العطفة شيء مقدس لديها هي قبيلة “الرولة” العربية،  ولازالوا يحافظون على مركبها إلى يومنا هذا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى