حوارات و تقارير

من قنا للعالمية.. أول مخبز للنساء فقط في الصعيد لانتاج وبيع «العيش الشمسي»

أميرة جادو 

يعتبر العيش الشمسي واحد من أكثر المخبوزات شهرة، فهو من الموروثات المصرية القديمة والتي لا يزال محتفظة بأهميتها حتى وقتنا هذا، كما يحظى بحب واهتمام أبناء الصعيد، فلا تخلوا موائد الطعام منه، ولا يخلو منزل منه، فهو يتميز بطعم مستساغ، علاوة على فوائده الصحية التي لا تعد ولا تحصى.

ويمر العيش الشمسي بعدة مراحل مختلفة، تبدأ بـ «الخمير والعجين والقطيع على مقارص في الشمس وتنتهي بوضعه داخل الفرن ليستوي»، وبمرور السنوات أصبح من أشهر المخبوزات التي تتميز بها القرى في الصعيد.

أول مخبر نسائي في الصعيد

ومع التطور، بدأ تصنيعه في مخبز، حيث تعمل في تحضيره سيدات ضمن أول مخبز نسائي في الصعيد، أنشأته حسانية محسب، والذي أشادت بها الدولة وكرمها محافظ قنا وذلك لجهودها المخلصة ونشاطها الدؤوب فى تحقيق أهداف العمل الاجتماعي.

مشروع برايم

وتعد حسنية محسب هي أول سيدة صعيدية صاحبة أول مخبز نسائي على مستوى الصعيد، يشاركها في المخبز مئات السيدات في مركز نقادة ليكون مصدر دخلهن الخاص بهم، كما نجحت في الوصول إلى العالمية عن طريق مشروع «برايم»، وهو واحد من أكبر المشروعات التي تهتم بتعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين بالريف المصري وتحسين دخولهم، عن طريق تحسين قدرتهم التسويقية لمنتجاتهم.

في البداية قالت أحدى العاملات بالمخبز تدعى زينب طواب، إنها تشارك في العمل بمشروع صناعة الخبز بالجمعية منذ البدء في المشروع، حيث تأتي منذ الصباح الباكر وتبدأ في إنتاج الخبز والعجن ووضعه في الفرن البلدي ثم انتظاره حتي النضج وتجهيزه للبيع في نفس المكان الذى تصنع فيه الخبز، وذلك بشكل يومي، مشيرة إلى أن المشروع وفر لها دخلا يوميا ثابتا يبلغ 40 جنيه يوميًا، وذلك بدلًا من المساعدات أو الاحتياج لأحد، والعمل في مكان آمن لمدة لا تتجاوز 8 ساعات يوميا تنهي فيها أعمال الخبيز على الفرن البلدي برفقة سيدات أخريات من أبناء المدينة التي تسكن فيها والذى لهم المشروع فرصة عمل تناسب احتياجاتهم واحتياجات أسرتهم.

كما أشارت إحدى العاملات بالمشروع، نجاة أحمد، إلى أن النساء تأتي إلى مقر المشروع بالجمعية من بعد صلاة الفجر وبالتحديد الساعة الخامسة لعجن الخبز علي الآلة الكهربائية «العجانة» برفقة سيدات تعمل في المشروع وتستكمل العمل إلى الانتهاء من إنتاج الخبر وبيعه ثم تتقاضي الراتب اليومي عن ذلك العمل.

فكرة مخبز السيدات في الصعيد

والجدير بالإشارة أن مشروع يجمع عدد كبير من السيدات في العديد من المجالات المختلفة، وساعدهم في الحصول على فرص عمل بدلًا من الجلوس في المنزل وطلب المساعدات، كما ينتجن السيدات أنواع أخري مثل الفطير والبسكويت وأنواع أخري من المخبوزات.

ومن جهتها، أوضحت مدير مشروعات جمعية تنمية المجتمع، حسانية محسب، إن فكرة مخبز السيدات عبارة عن وحدات إنتاجية للسيدات، إما داخل المنازل أو خارج المنازل وجاءت الفكرة بعد زيادة استهلاك السيدات أكثر من الإنتاج، وأرادت الجمعية أن تقضي علي فكرة طلب المساعدات التي تأتي من أصحاب الخير وأصحاب الجمعيات وتوفر مشروعات بدلًا من المساعدات المالية.

وأضافت “محسب”، أن الجمعية أنشأت أول وحدة للمخبوزات وهي العيش الشمسي ويعمل فيها 8 سيدات يتقاسمن العمل فيما بينهن، مثل العجين والتقطيع ومراقبة الجودة والتسويق، وحقق المشروع نجاحًا منذ البداية وإقبال من المواطنين وهو ما ساهم في فتح أكثر من وحدة، مثل تجهيزات العرائس ووحدة لعمل الفطائر بأنواعها بالإضافة إلي مخبز برايم وهو القدرات التسويقية لصغار المزارعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى