“المقرقر”مهنة تواجه الاندثار.. من مصر القديمة لموسم حصاد القمح
دعاء رحيل
“المقرقر” أو “المقرقراتي” أو “القراقري” أو “المكربلاتي” أسماء تطلق بقرى ومراكز أسيوط، على الشخص الذي ينظف بقايا غلال محصول القمح من الطين والحصى، وبالرغم من أن المهنة قديمة ترجع للفراعنة والمصريين القدماء ومرتبطة بموسم الحصاد إلا أنها مازالات تواجه الزمن من الاندثار.
بغرباله الجلدي الذي يحتوي على فتحات دقيقة يجلس عبدالعزيز عطيات وشهرته الذق، على الأرض بإحدى منازل قرية المشايعة التابعة لمركز الغنايم، يستطيع بصبره وبمنتهى الحرفية والإتقان عزل حبات القمح من الحصى والطين الصغيرة عن طريق هزها يمينًا ويسارًا حتي يعزلها بعيدًا عن حبات القمح.
3 أشخاص فقط
وفي هذا السياق قال ماهر عبد الصبور إنه يبلغ من العمر 68عامًا ويمتلك أسرة مكونة من 10 أفراد ويعمل في تلك المهنة منذ أن كان شابًا في العشرينات من عمره، وبالرغم من قدم تلك المهنة إلا أنه مازال محتفظًا بها ويلجأ له المزارعين عقب الانتهاء من درس محصول القمح لكي ينظف بقايا حبات القمح التي تتجمع نهاية الدرس بالطين والحصي.
وقالت السيدة سمية أن تلك المهنة تحتاج إلى صبر كبير لأنه من خلال فتاحات تلك الغربال يستطيع استخراج الطين والحصى الرفيع عن طريق الهز والوقوق أمام تيار هواء الجو حتى يستطيع عزل حبات القمح عن الطين والحي الذي يأتي نتيجة الطمي الذي يتجمع في جذوع أعواد القمح.
كما أضاف عبدالصبور أن المهنة ترجع إلى عصر المصريين القدماء إلا أنها ما زال المزارعين يلجأون إليه على الرغم من قلة عدد “المقرقرين” الذي لايتعدى عددهم على 3 أشخاص بالقرية، في ظل الوسائل والماكينات الزراعية الحديثة التي تستخدم في موسم الحصاد.