باحث في علم المصريات يكشف تفاصيل صناعة تمثالي “رع حتب وزوجته نفرت”
أسماء صبحي
تعد الحضارة المصرية القديمة أرقى وأعظم الحضارات التي مرت على عصور التاريخ. وكان لهذه الحضارة تاريخ عظيم وامتد أثره إلى الآن، وذلك لأنهم أثبتوا أنفسهم في عصور التاريخ. واستخدم الفنان المصري القديم الأحجار في صناعة التماثيل، وكان المصري القديم القادر على تشييد مقبرة من الأحجار لاشك أنه قادر على نحت التماثيل من الحجر. خاصةً وأن مصر مليئه بالأحجار الصالحة للنحت ولها القدرة على الخلود والإستمرار. ومن هذا التماثيل تمثالان للأمير “رع حتب” وزوجة الأميرة “نفرت”
وصف تمثالي رع حتب وزوجته نفرت
ويقول حمود اليماني، الباحث في علم المصريات، إنه تم العثور على هذان التمثالان في مصطبة على بعد عشرات الأمتار من هرم الملك سنفرو. وهذان التمثالان من الحجر الجيري الملون، من الأسرة الرابعة حوالي عام ٢٦٢٠ق.م .
وتابع اليماني: “نلاحظ اختلاف لوني بشرتي التمثالان، حيث أن” رع حتب” ذو بشرة قمحاء في حين نري “نفرت” ذات بشرة بيضاء. وهذا الإختلاف يعكس بعض العادات الأسرية في مصر القديمة إذ كانت الاميرة “السيدة” تعمل داخل المنزل فلا تتعرض لأشعة الشمس. في حين أن”الرجل”كان يعمل خارج المنزل فكانت بشرته أكثر تعرضاً إلى الشمس من المرأة”.
وأشار اليماني، إلى أن الفنان المصري القديم صنع بياض العين بمادة “الكوارتز الغير شفاف”. وصنع القرنية بمادة “البلور الصخري الشفاف”. ونحت القرنية من الخلف وملأها بعجبنة سوداء لعمل بؤبؤ العين “نني العين” مما جعلها تبدو كعين طبيعية .
من هو الأمير “رع حتب”
وأوضح اليماني، أن الأمير رع حتب هو أحد أبناء الملك سنفرو لكن من زوجة غير ملكية. وهو أخ الملك “خوفو” الذي تولى الحكم بعد أبيه الملك سنفرو. ويمثل التمثال الأمير “رع حتب” وهو جالساً على كرسي له مسند ظهر يمتد إلى ما بعد الكتفين.
وأضاف الباحث في علم المصريات: “سجل على هذا الكرسي ألقابة ومنها (رئيس الجند، ورئيس الأعمال المعمارية، ورئيس الجيش، ورئيس قادة الجيوش)، وله شعر قصير و شارب رقيق مرتدياً تنورة قصيرة. وزراعه الأيسر على الفخد والزراع الأيمن على الصدر ويرتدي في رقبته تميمة على هيئة قلب”.
أما عن الأميرة نفرت، أشار اليماني إلى أن اسم “نفرت” معناه “الجميلة”. ولديها لقب “رحت نسو” أي المعروفة عند الملك. وقد مثلت جالسة على مقعد ذو مسند خلفي مرتفع إلى ما بعد الكتفين. مرتدية ثوب يشبه المعطف ويكشف عن ثوب أخر بحمالتين. وترتدي شعرًا مستعارًا كثيفًا يصل إلى الكتفين، يزينه من الأعلى إكليل منقوش ويظهر جزءً من شعرها الحقيقي من الأمام يغطي الجبهة. ولقد تقلدت بقلادة عريضة مكونة من عدة صفوف من الخرز الملون. يقع تمثالها بجانب تمثال زوجها بالمتحف المصري بالقاهرة.