“بلد الأمن والأمان”.. مصر تستقبل 160 ألف وافد سوداني.. وإشادة أممية بالدور المصري
دعاء رحيل
مصر تستضيف مفوض الأمم المتحدة السامي لشئون اللاجئين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تنتهي في 29 مايو، لإبراز احتياجات النازحين إلى مصر بفعل الصراع في السودان، ولجمع الدعم لمصر التي تلقت أكبر عدد من القادمين من السودان حتى الآن.
استقبال اللاجئين السودانيين
وبعد مقابلته بعض اللاجئين السودانيين في مصر، قال المفوض السامي، فيليبو جراندي، إن القادة العسكريين المتصارعين في السودان يجب أن يسمعوا إلى القصص المأساوية التي سمعها من اللاجئين الهاربين من العنف الشديد.
وأضاف: “إذا كان القادة يهتمون حقا بشعبهما، فسيلجآن الحرب فورًا، إن منظمات المساعدة تستطيع المساعدة ولكن الحل بأيدي القادة”، وخلال زيارته لمصر، سيلتقى جراندي بالرئيس عبد الفتاح السيسي وبعض الوزراء وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية التى تتخذ من مصر مقرًا لها.
وزار المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين محافظة أسوان في جنوب مصر والتقى بالمحافظ وأطلع على جهود كافة أجهزة دولة مصر التي تقوم بها تطبيقًا لإرشادات رئاسية للوافدين من دولة سودان. في ظل تأثيرات أزمة حالية عبر المعابر فى أرقين وقسطل، وفى مستشفى أبو سمبل دولي، بالإضافة إلى الموقف دولي في كركر.
منذ بدء الأزمة السودانية، أبدت مصر تعاونها وتضامنها مع الشعب السوداني، واستقبلت نحو 160 ألف شخص قادمين من السودان، من بينهم 153 ألف مواطن سوداني، وذلك بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل، مما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى من المدنيين، وتشريد مئات آلاف الأشخاص داخل السودان أو خارجه بحثًا عن ملاذ آمن.
توفير الخدمات المعيشية للقادمين من السودان
وأكد محافظ أسوان في لقاء خاص أنه يتم يوميًا:
تقديم كافة الخدمات المعيشية للقادمين من السودان في الموقف البرى الدولي بكركر. الإجراءات العلاجية لأكثر من 1500 حالة تشمل عمليات جراحية وغسيل كلوى وحالات مزمنة. إضافة إلى 4 آلاف مقعد داخل 6 قطارات يوميًا. تركيب 45 عمود إنارة تعمل بالديزل في الطريق المؤدى لمدخل مرسى ميناء حجر الشمس بقسطل. بالإضافة إلى مرسى ميناء عبارات الوحدة المحلية لمدينة أبو سمبل السياحية بتكلفة 3.7 مليون جنيه لضمان انسيابية المرور المطلوبة. تم تزويد منفذ قسطل بعدد 2 كرفان هبة من منظمة اليونيسف لتحويلها إلى دورات للمياه، وتم تجهيزها بخطوط المياه والصرف. الأزمة الإنسانية في السودان تستدعى دعمًا دوليًا لمصر لتستوعب أعداد القادمين من السودان – بوابة الشروق – نسخة الموبايل اللاجئون السودانيون يجدون في مصر مأوى وأثنى نائب المدير الإقليمي لـ”يونيسف” في الشرق الأوسط، مارك روبين، على دور حكومة مصر في التعامل مع التدهور المستمر في وضع السودان، وشراكتها مع يونيسف في دعم الأسر السودانية المهجَّرة وإغاثتها.
جاء ذلك في بيان صادر عن المنظمة على هامش زيارة روبين محافظة أسوان، حيث تفقَّد خلالها المساعدات التي تُقدمها ” يونیسف ” بالتنسيق مع حكومة والشركاء للأسر المهجَّرة من السودان، وفي كلمته أمام قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الأزمة السودانية تحمل تبعات إنسانية خطيرة، تتجاوز حدود الدولة وتلحق بدول المنطقة، التي يجب التنسيق معها على نحو وثيق. وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر اتخذت موقفًا مسئولًا في هذا المجال، من خلال استضافة أكثر من 150 ألف مواطن سوداني، بالإضافة إلى نحو 5 ملايين مواطن سوداني، يتمتعون بحقوق المواطنة في مصر.
الاحتفاء بدور حفظة السلام
في إطار الاحتفال السنوي الذي أقامته الأمم المتحدة بنيويورك للاحتفاء بدور حفظة السلام ، تزامناً مع مرور 75 عامًا على بدء عمليات حفظ السلام الأممية، تلقت مصر تكريمًا خاصًا على مساهمتها البارزة والفعالة في قوات حفظ السلام في أهم البعثات التابعة للأمم المتحدة، حيث شهدت مشاركة أكثر من 30 ألف مصري منذ أول مشاركة في عملية حفظ السلام بالكونغو 1960.
وأعرب المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير أسامة عبد الخالق، عن اعتزازه بالتقدير الذي حظيت به مصر من قبل السكرتير العام للأمم المتحدة لدورها الرئيسي والجهود التي تبذلها في المنظومة الأممية لحفظ السلام. وذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية يوم الجمعة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك.
وأكد المندوب الدائم لمصر أن هذا التكريم يشكل فرصة لإعادة التأكيد على التزام مصر بالاستمرار في الإسهام في حفظ السلام والأمن الدوليين. تتويجًا للتضحيات التي قدمتها القوات العسكرية والشرطية المصرية خلال أدائها لواجبها المشرف من أجل إحلال السلام على مدار العقود الماضية.
وحضر الاحتفالية التي تسلَّم خلالها المندوب المصري التهاني على تكريم مصر. كلاً من: السكرتير العام للأمم المتحدة ووكيل السكرتير العام لحفظ السلام ووكيل السكرتير العام للدعم العملياتي. والمندوبين الدائمين والمستشارين العسكريين المعتمدين لدى الأمم المتحدة بنيويورك.
مصر تستقبل السودانيين بحب
منذ بداية بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كانت مصر من رواد هذه المبادرة الأممية. تفخر مصر بأنها تحتل حاليًا المركز السادس في قائمة الدول المشاركة بقوات عسكرية وشرطية في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وتسعى دائمًا إلى دعم الجوانب العسكرية والشرطية والمدنية من خلال تقديم أفضل الكفاءات المصرية التي تسهم في نشر السلام تحت راية الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، يبذل السودانيون المقيمون في أسوان وفي باقي المحافظات المصرية جهودًا مختلفة لمساعدة إخوانهم من بلدهم. فبعضهم أطلق حملات على الإنترنت ووضع أرقام اتصال لمساعدة الباحثين عن سكن في محافظات القاهرة. والإسكندرية، وأسوان، وأسيوط، والأقصر. وبعضهم الآخر حاول جمع التبرعات لتغطية تكاليف العلاج والإيجار للأسر التي تواجه صعوبات مالية، أما مدرسة نوبل للتعليم السوداني فقد لعبت دورًا بارزًا.
ففي منطقة امتداد العقاد، التي تقطنها جالية سودانية كبيرة في نهاية شارع التأمين بأسوان. تستضيف مدرسة نوبل للتعليم السوداني . وهي إحدى المدارس السودانية المعتمدة من قِبَلِ سفارة السودان – عددًا كبيرًا من السودانيين والأُسَرِ السودانية المهجرة. لتقديم خدمات أو سؤال عن أي شئ يحتاجون إليه للحياة داخل مِصر.
المدرسة مؤلفة من عدة طوابق بها فصول دراسية وحديقة وغرف للإدارة والطاقم. تستخدم جميع غرف المدرسة من قبل أبناء الجالية السودانية في أسوان منذ بدء الأزمة. افتُتِحَتْ المدرسة منذ ثلاث سنوات وهي أول مدرسة سودانية في أسوان. تخصص للجالية السودانية الكبيرة بها وطبيعة المدينة التي تشبه طبيعة الخرطوم. تضم المدرسة جميع المستويات التعليمية وهي مؤسسة تعليمية كاملة.