مكتبة الإسكندرية: منارة العلم والتاريخ التي تعكس الحضارة المصرية

أسماء صبحي
تعد مكتبة الإسكندرية القديمة واحدة من أعظم المعالم الثقافية والتاريخية في العالم القديم. إذ تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد خلال حكم البطالمة. وكانت المكتبة تمثل مركزًا رئيسيًا للمعرفة في العالم القديم، حيث ضمت آلاف المخطوطات والكتب التي تناولت شتى مجالات العلم والفلسفة والتاريخ. كما كانت وجهةً للمفكرين والعلماء من جميع أنحاء العالم، حيث سعى الكثيرون إلى دراستها والاطلاع على محتوياتها القيمة.
أهمية مكتبة الإسكندرية
تكمن أهمية المكتبة في كونها مركزًا للحفاظ على المعارف القديمة، ولقد أسهمت بشكل كبير في تقدم العلوم والفنون. وكان من أشهر العلماء الذين مروا بها إراتوستينس الذي أجرى أبحاثًا علمية حول محيط الأرض، وقدم رؤى مبتكرة في مجال الرياضيات والجغرافيا. كما أضاف الفيلسوف أرسطو مجموعة من أعماله إليها، حيث كان مكتبه جزءًا من مجموعة مكتبات متنوعة تحت رعاية البطالمة.
لكن مع مرور الزمن، تعرضت المكتبة لعدة محاولات تدمير، ففي عام 48 ق.م، دمرت جزئيًا خلال الحروب التي نشبت في المدينة، ثم تعرضت لتدمير آخر في العصور الوسطى. ورغم تدميرها، بقيت المكتبة رمزًا للعلم والابتكار. وفي عام 642م، عندما غزا العرب الإسكندرية، تعرضت المكتبة لدمار نهائي نتيجة للأحداث التاريخية المتتالية. وبالرغم من ذلك، استمر تأثيرها الثقافي والفكري في العالم.
تصميم المكتبة
في عام 2002، تم إعادة افتتاح المكتبة الحديثة التي بنيت بالقرب من الموقع التاريخي للمكتبة القديمة. وتهدف إلى استعادة مجد المكتبة القديمة وتعزيز نشر المعرفة في العصر الحديث. وتم تصميم المكتبة الحديثة بطريقة معمارية مبتكرة تتماشى مع التكنولوجيا الحديثة. وتضم العديد من المرافق الثقافية مثل المعارض والمكتبات الرقمية والمراكز البحثية.
وقال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن المكتبة تمثل صرحًا علميًا وثقافيًا يعكس حضارة مصر القديمة ويسهم في تطوير العلوم الإنسانية في العصر الحالي.