القرصان أشهر الأكلات الشعبية بين أبناء البادية في سيناء
دعاء رحيل
تعد وجبة «اللبة» أو «القرص» أو «القرصان» إحدى أشهر الأكلات الشعبية التى يحرص أبناء البادية في سيناء على تناولها وتعد من التراث الشعبى السيناوى، ويحرص الجميع على أكلها طازجة، وفي السياق قال نادية عبده، بنت البادية ومسئولة جمعية المرشدات الإقليمية بجنوب سيناء. «اللبة» وهو الاسم المعروف عندنا في طور سيناء وكل مدن الجنوب، أما القرص، فمعروفة في الشمال وبلاد الشام وخاصة الأردن ودول الخليج تطلق عليها القرصان.
قرية وادى طور سيناء
وأضافت «نادية». «اللبة» عرفت عندنا منذ قدوم سيدنا موسى عليه السلام سيناء، وخاصة قرية وادى طور سيناء والتى انتشرت منه إلى باقى مدن الجنوب، والمعروف أنه الخبز الذى قدمه سيدنا شعيب عليه السلام إلى سيدنا موسى وكان له مذاق خاص، منوها أن مكونات «اللبة» عبارة عن دقيق وماء مع ذرة وملح، تعجن وتوضع في النار وتخرج من النار نظيفة بدون ذرة رمل وهذا العجيب فيها.
وتابعت مسئولة جمعية المرشدات الإقليمية بجنوب سيناء أن «اللبة» من العادات التراثية والبدائية بسيناء، والتى أفرزتها الحاجة قديما، مع عدم وجود أدوات طهى الخبز أو بمعنى أدق مع عدم وجود شيء سوى الدقيق والحطب. وتعتمد فكرتها على إشعال الحطب فوق الرمال حتى يصبح جمر فترتفع درجة حرارة الرمال، فتوضع العجينة على الرمال الملتهبة، وتجهز النار من الحطب الذى يوقد بقدر معين من الوقت، ثم تبطل شهاب النار.
وعلى الرغم من هذا، فالنار لا هى الحامية ولا المنخفضة، ويذكر اسم الله عليها عند إيقادها وبعض الأدعية، وتكون العجينة عبارة عن قرص كبير توضع على المكان الذى أوقدت فيه النار، وتترك فترة حتى تشم رائحة السوا وترفع من النار وتنفض باليد ثم تقطع.
وأشار مسئولة جمعية المرشدات الإقليمية بجنوب سيناء إلى أن الشيخ الكبير يوزع «اللبة» بعد تقطيعها لتعم البركة، وتمثل عهدا وميثاقا، ومن أكلها لا يخون وإن أكلها يبقى زين وأمان، وأثناء خبزها تجهز الدلال للشاى والقهوة، فهى لها طابع الكرم إذا حل ضيف أو غريب أو ضل الطريق، فتقدم له مع فنجان قهوة أو شاى لأنه ممكن يكون جائع أو عطشان ومستحى.
واختتمت مسئولة جمعية المرشدات الإقليمية بجنوب سيناء حديثها عن «اللبة». كاشفة عن سرها وكيف لا تمتلئ بالرمل عند تقديمها، حيث قالت: «الحطب من الطبيعة، من أرض الله، والحطب يتحول إلى رماد ولا يعلق باللبة على الرغم أنها مبتلة، ومن خواص الرمال أنه عند ارتفاع درجة حرارتها، فإنها لا تلتصق بالعجينة، فتنضج العجينة كما لو كانت موضوعة بداخل فرن، وأحيانا تلتصق بها بعض الرمال الباردة ويجرى مسحها أو تنفيضها بواسطة عصا أو سكين، وتعتبر عادة تراثية لم تتبع التطور وبقيت عالقة بالأذهان، حتى أصبحت موروثا تراثيا يتناقله الأجيال.