«تراث البادية».. دور الإبل في حياة البدو قديمًا
أميرة جادو
تعتبر الإبل هي وسيلة الخلود عند البدو، فقالو في أمثالهم “الإبل معوين الدهر” وهي التي تساعدهم في تحمل مصاعب الحياة البدوية، وتنقل كل شيء يخص ساكن الصحراء قديما وحاضرا، ولذلك تلعب الإبل دورا كبيرًا ومهما في حياتهم.
تلعب الإبل دورًا مهمًا وضروريًا في الحياة الصحراوية، على سبيل المثال، جلب المياه من مسافات بعيدة جدًا لا يتخيلها الجيل الحالي، فالمسافات التي تقطعها الإبل والمسافات إلى الآبار تكفي أحيانًا للذهاب في الصباح الباكر لجلب الماء في المساء، لذلك تجهز الابل لحمل الماء من الصباح البكر وتوضع علي ظهورها وقاء او ما يطلق عليه أهل البادية اسم بالوثر، حتي يكون حائل بين ثقل مياه الشرب وظهر البعير.
يصنع الوثر من أكياس من الخيش محشوة بأوراق الخشب الجافة أو ألياف النخيل، ومثبتة طوليًا بعمودين رفيعين على الجانب وعودين خشبيين في المقدمة، ويوضع الوثر على ظهر البعير ويربط محول بطن البعير.
الأدوات المستخدمة
أما عن الأدوات المستخدمة في جلب مياه الشرب، فهي الجرار الفخارية أو وخزانات صغيرة أو قرب كبيرة تصنع مخصوص لحمل الماء.
جلب المياه
تستغرق عملية جلب الماء يومين، ويومان للراحة والثالث يذهبون لجلب الماء، وتلعب الإبل الأكبر سنًا، وخاصة الذكور، دورًا مهمًا في جلب الماء لأن العملية ثقيلة وصعبة، والإبل الذكر يتحمل بعد المسافة أيضا يتمتع بالهدوء، وفي بعض الأحيان يتم اختيار الإبل الأكبر سناً، وبالطبع الماء يجلبه الرجال وأحياناً النساء في حالة عدم وجود الرجال.
يوضع فوق الإبل أربعة جرات وأحيانًا 2 من الماء، ويجب أن يتحرك الإبل بصورة أقل حتى لا تحتك الجرار وتتكسر، لذلك يتم تعليم الإبل منذ الصغر على حمل الأمتعة حتى يتم تدريبها على حمل وجلب الماء أو حمل أي شيء في هدوء تام.
تورد الإبل فردي أو في ومجموعات في طرق معروفة وإلى آبار معروفة ويطلق عليها درب المي، وتتقاطر الابل لان الرجل يورد ب2او 3 مقطور الوحد في الأخر ويربط واحد في ذيل الأخر، لذلك الابل التي تجلب مياه الشرب تكون قريبة دائما من المنازل لتكون في استعداد تام، أما باقي الإبل تكون في المراعي البعيدة.