الملكة أحمس نفرتاري.. حامية الفنانين في العصور المتأخرة
أسماء صبحي
الملكة أحمس نفرتاري هي زوجة الملك أحمس ومن دم ملكي، ويمكن القول بأنها كانت ابنه الملك “تاعا الثاني”. وشقيقة “أحمس الأول”، بالإضافة أنها كانت من أهم الشخصيات في تلك الفترة البارزة في عهد كلاً من زوجها وابنها. وأيضا بالإضافة إلى لقبها الملكة، فقد كانت أيضًا “زوجة الإله آمون” كما يظهر على لوحتها.
يمكن القول بأنها كان لها نفس الثقل، مما سمح بتصويرها بنفس حجم أحمس على آثاره التي تم العثور عليها. كما أتاح لها وجود لعشر سنوات من عهد ولدها “أمنحتب الأول” مما جعلها تحظى بمكانة رفيعة الشأن. حيث شاركته من خلالها معبداً ومقبرة بل وفيما بعد حظياً بقداسة خاصة بهما.
الملكة أحمس نفرتاري زوجة الإله آمون
مما لا شك فيه أن تأثيرها بهذا الشكل لا يجعلنا نتعجب اذا ما عرفنا أن المركز الديني للمرأة قد أتاح لها قوة الارتباط بآمون. والذي قد كان منذ عهد “إعح حوتب” حيث حملت كلاً منها لقب “زوجة الإله آمون” وما يستتبعه من قوة سياسية لحاملته. مما جعل بعد ذلك الأميرات أيًضا في البيت الملكي يسعين لحمله في العصور المتأخرة.
ويبدو أن أحمس قد توارث هذا التقليد عن “سقنن رع” الذي كان له نفس الحق. واحتفظ به لزوجته “إعح حوتب” وكانت وظيفة الكاهن لآمون لها خطورتها في تلك المرحلة. وخاصة فيما يتعلق بالسيطرة على أوقاف معبد آمون وكهنته وصناع كنوزه. ومنذ أواخر الأسرة الثامنة عشرة حتى نهاية الدولة الحديثة كانوا ينظرون إليها نظرة تعبد وتقديس.
حامية الفنانين
أشاد أيضًا الملك “أمنحوتب الأول” بها وعظمها، وأقيم لها معبد في البر الغربي في طيبة، واعتبرت هي وابنها إلهين حاميين للجبانة. كما أنها قد اعتبرت حامية للفنانين في العصور المتأخرة، وأقيمت لها طقوس خاصة بمدينتهم “دير المدينة” في البر الغربي بطيبة.
ذكرت النقوش المصرية اسم هذه الملكة مراراً، حيث رسمت وصورت في اكثر من مكان. في سيناء، وطره، وأسوان، وأسيوط، والنوبة، وعلى أكثر من لوحة في الكرنك وأبيدوس. كما قد وجد اسمها مكتوباً على ثمانية وستين جعرانا.
أخيراً فإن الملكة “أحمس نفرتاري” زوجة “أحمس” هي آخر الملكات اللاتي قدمت لهن الشعائر في طيبة. واستمر ذلك حتى نهاية الألف الثانية قبل الميلاد، وكانت على قيد الحياة عندما توفي زوجها. حيث عثر العلماء على آثار لوجودها حتي العام الأول من حكم تحوتمس الأول. ويمكن اعتبار أن شخصيتها هي المفتاح لفهم بدايات الدولة الحديثة.
تولي العرش
في العام الثامن عشر أو العام الثاني والعشرين من حكم ” أحمس الأول” تخلت عن وظيفة الكاهنة الكبرى الثانية لآمون. وحصلت في المقابل على مخصصات بغرض الإنفاق على مجمع “أملاك الزوجة الإلهية”. فكانت أول من شغلت هذا المنصب. ونجد على سطح اللوح الذي سجل عليه هذا العقد نراها في صحبة ولي العهد “أحمس سايا ابري” الذي وافته المنية قبل أن يتولى العرش.
بعد وفاة زوجها تولت وصاية العرش نظراً لأن ولدها “أمنحوتب” كان ما يزال صغيراً، مما حال دون توليه مقاليد الحكم. ولا نغفل عن دورها في المشاركة في كبري الأحداث التي حدثت في المملكة.