“درب سيناء” خليط من السحر والطبيعة.. عندما يراهن البدو على وجهة للمشي في مصر

أميرة جادو

يعتبر “درب سيناء” من الطرق التي تستقطب الزوار والسياح من كافة دول العالم، إذ يشكل عامل جذب سياحي بمرتفعاته، ووديانه الرملية، ومكانته التاريخية، ويظهر بين طيات الكثبان الرملية الذهبية التي تفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، حيث يمتد درب سيناء على مسافة 280 كيلومتراً من خليج العقبة إلى المناطق الداخلية الجبلية.

إنشاء درب سيناء

وقد تم تأسيسه في العام ،2015 ليصبح أطول مسار لرحلات المشي ذات المسافات الطويلة، ويعمل درب سيناء على توفير مصدر رزق لسكانه البدويين، والمحافظة في الوقت ذاته يعكس تراثهم التقليدي المعني “بالترحال”. ويكون المرشدين على هذه الرحلات، التي تدوم لأسبوعين، رجال ينتمون إلى إحدى القبائل البدوية الثلاث في المنطقة.. وهم: الترابين، ومزينة، وجبلية، وذلك بالتعاون مع منظمٍ إيطالي.

وبالرغم من أنها قد تكون من الرحلات الشاقة على البعض لما فيها من اختراق الصحراء والجبال والمناطق الصعبة والوعرة؛ حيث تستغرق 14 يومًا. ويقطع روادها مسافة 280 كيلو مترا بدءًا من خليج العقبة منتهيًا بخليج السويس.. لكنها من الرحلات المميزة التي تتيح لمن يقومون فرصة للاستمتاع بالحياة على الطريقة البدوية، والعودة إلى الوراء ما يزيد على 140 عامًا حيث الحياة البدائية.

اهتمام عالمي بنجاح درب سيناء

وفي هذا الإطار، يؤكد محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة،  إن فكرة إحياء طريق “درب سيناء” ساهمت في إيجاد تنوع كبير في المنتج السياحي الذى يقدم للسياح ليضاف إلى كل أنواع السياحة الموجودة بسيناء.. لافتًا إلى أن جنوب سيناء تمتاز بوجود تنوع حقيقي للسياحة. ومنها ” المؤتمرات الدينية، الشاطئية، التسوق خاصة بعد افتتاح شارع مصر بهضبة أم السيد في شرم الشيخ، الترفيهية، سياحة الألعاب المائية، السفاري”.

وتابع “فودة”، لذلك ، في عام 2016، كرمت الجمعية العالمية للسفر والسياحة شيخ قبيلة الجبالية في لندن. مما يدل على اهتمام عالمي كبير بنجاح إحياء الفكرة. والتي من المتوقع أن تزيد عدد السياح الذين أصبحوا رواد هذا النوع من السياحة بعد تطوير منطقة سرابيط الخادم الأثري للفراعنة.

رحلة شيقة

ومن جهته، أوضح أحمد أبوراشد الجبالي، شيخ قبيلة الجبالية بجنوب سيناء، أحد خبراء السفاري العاملين في رحلة درب سيناء، لـ “صوت القبائل العربية”.. إن طريق أو درب سيناء هو إحياء لطريق الحج القديم الذى كان يرتاده الحجاج المسلمون والمسيحيون، ويمرون بأغلب محطاته التي يمر منها الطريق.. مضيفًا أن “درب سيناء” يبدأ من خليج العقبة، وتحديدًا من أمام جزيرة فرعون بمدينة طابا. مرورًا بمنطقة كلور كانيون فى نويبع أو ما يطلق عليه الجبل الملون وعين حضرة ومنطقة النواميس، ثم الجبل الأزرق. وصولا إلى سانت كاترين.

تفاصيل رحلة درب سيناء

وأشار “أبو راشد”، إلى أن السياح يصعدون قمة جبل موسى في 6 ساعات صعودا وهبوطًا لمشاهدة شروق وغروب الشمس من أعلاه. ثم يتجه الطريق بالسياح إلى جنوب غرب، وصولا إلى جبل سربال في منطقة وادى فيران بأبورديس. قبل أن يتجه من وادى فيران شمال غرب ليصل إلى منطقة سرابيط الخادم في أبوزنيمة. حيث تنتهى الرحلة في منطقة حمام فرعون؛ حيث المغارة الجبلية التي ينبع منها بخار الماء ليشفي مرضى الروماتيزم والروماتويد ويعد “ساونا” طبيعية.

وأضاف “أبو راشد”، أن الطريق يبلغ طوله 280 كيلو مترًا. وتستغرق الرحلة 14 يومًا، ويخدم هذا الطريق 8 قبائل بدوية هي: ” الجبالية، الترابين، المزينة، القرارشة، الحماضة، الصوالح، أولاد سعيد، العليقات “.

إقامة وإعاشة

وفي السياق ذاته، أكد خبير السفاري العاملين في رحلة درب سيناء، أن هذه القبائل تحرص على توفير وإقامة بيوت الشعر أو المعروفة بـ “الخيام البدوية”. كما تحرص على طهى وتقديم أشهى وأشهر الأكلات البدوية. وأبرزها ” الفراشيح“، جبن الماعز مع الزعتر وزيت الزيتون.. كما تقدم شوربة العدس للسياح في فصل الشتاء.

وأضاف الخبير، أنه خلال هذه الرحلة الشيقة والشاقة. يمر السياح على أودية ومحطات بها واحات تشتهر بمحاصيل العنب والمشمش والتين واللوز وعين الجمل. مثل وادى الأربعين والرصيص في سانت كاترين، بخلاف عيون المياه العذبة والمالحة كوادي الواشواشي.

إحياء طريق الحج القديم

ولفت خبير السفاري، إلى أن “درب سيناء” هو إحياء لطريق الحج القديم الذى كان يربط سانت كاترين بمنطقة العقبة الأردنية، كما يربطها بالميناء البحري في السويس. فضلا عن ربطها بميناء الطور البحري. مشيرًا إلى أنه تم الحرص على قيام ذات القبائل البدوية. التي كانت تؤمن طريق الحج القديم بالعمل في محطاته كما كانت تعمل عليه منذ 140 عامًا. موضحًا أن الفكرة بدأت بمشاركة 3 قبائل بدوية منذ 2015. وبعد مرور عام واحد شارك في الطريق5 قبائل أخرى تعمل في قطاع السياحة بمنطقتي خليج السويس والعقبة.