حوارات و تقارير

مؤسسة الشربانى .. التجارة مع الله..نستقبل مرضى الغسيل الكلوى والأورام ممن تقطعت بهم السبل ونساعد الدولة فى توفير الأماكن

الدكتور حسن الشربانى: المؤسسة خيرية ولا تقبل التبرعات.. وليس لدينا صفحات على فيسبوك

الناس معادن، ومن أسماء الله تعالى الرحمن الرحيم، فالرحمة من صفات الذات الالهية، إلا أنه تعالى أصبغ على عباده المصطفين جزءا منها لينالوا الحظوة لديه وسخرهم بها لخدمة عباده المحتاجين في الأرض، والراحمون يرحمهم الله، فهناك من جنّدهم الله لقضاء حوائج الناس والتي قضاؤها خير من حُمر النعم، وليذوقوا حلاوة التجارة مع الله وهي أربح التجارات.

“آل الشرباني” ممن جُعلوا لتخفيف آلام الناس ومساعدتهم في أشد أنواع البلاء وهو المرض، لتتحول مؤسسة الشرباني إلى دار إغاثة الملهوف من المرضى، الذين ضاقت بهم السبل، والأكثر إعجابا في الأمر أن مؤسسة الشرباني الخيرية تتحرى الجديد وأعلى مراتب الجودة والتفوق لعلاج المرضى، فتقدم لهم أفضل مما تقدمه المستشفيات الاستثمارية والخاصة للمرضى، دون دفع مليم واحد، ومما يزيد من الاستغراب أن مؤسسة الشرباني تخصصت في علاج الأمراض الصعبة والمكلفة علاجيا وهي أمراض الأورام والغسيل الكلوي، لكن أجمل ما في الأمر أن مسئولي المؤسسة يتعاملون بودٍ ومحبة منقطعة النظير مع مرضاهم، ومن هنا أصبحت المؤسسة الأولى على مستوى الجمهورية التي يقصدها من ضاقت في عينيه الدنيا.

 

“صوت القبائل العربية” تشرفت بزيارة مقر مؤسسة الشرباني الخيرية، والتقت كتيبة الخير في المؤسسة، وكانت البداية مع الدكتور حسن الشرباني، أمين صندوق مؤسسة الشرباني الخيرية، والذي أكد أن مؤسسة الشرباني تنبثق من مجموعة شركات تبارك ورئيس مجلس إدارتها علي الشرباني.

 

بدأت المؤسسة منذ عام 2008 مشروعات المرأة المعيلة وتقديم شنط رمضان وإعادة تأهيل للبيوت في عدد من القرى ومساعدات للفقراء على نفس المنطق الذي تسير عليه الجمعيات، ثم بدأنا منذ 4 سنوات في التفكير بطريقة مختلفة وتقديم خدمات يحتاج إليها الناس بشدة واتجهنا للرعاية الصحية للمرضى بمعنى “إغاثة ملهوف” أو بمعنى أدق خططنا لنكون “طوارئ” للمرضى والدولة على حد سواء.

 

 

وأضاف الدكتور حسن الشرباني أن المؤسسة تحاول المساعدة في الجزئية التي تعجز عنها الدولة، لافتا إلى أن المؤسسة لا تتبنى المريض من الألف للياء ولكنها تعمل بمثابة طوارئ لمريض الأورام والغسيل الكلوي في حال تعثر حصوله على جرعته لسبب من الأسباب وهنا يأتي دور مؤسسة الشرباني التي توفر له جرعات علاج الأورام أو جلسات الغسيل الكلوي لحين إيجاد مكان للمريض أو عودته لبلدته التي يعالج فيها على نفقة الدولة.

وتابع “أي جرعة ناقصة في أي مكان في الدولة نحاول توفيرها للمريض أيا كان سعرها دون تحمل المريض أي نفقات”.

 

وكشف أمين الصندوق أن أغلبية المرضى الذين تستقبلهم مؤسسة الشرباني من اللاجئين العرب والأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في بلادهم ولا يستطيعون العودة ولا يملكون عملا، كما أنه ليس لديهم مظلة صحية أو علاج على نفقة الدولة، ويتم معاملتهم معاملة المصريين تماما، حيث يلقون العلاج مجانا وبأفضل طريقة ممكنة، ولا يتم التفريق بين المرضى على أساس عرق أو جنس أو دين، وأنهم يتلقون الجرعات كاملة.

 

واستطرد الدكتور حسن الشرباني أن المؤسسة تعمل بفكر مختلف تماما، حيث لا تقدم فقط الخدمة العلاجية لمريض الغسيل الكلوي أو الأورام ، ولكنها تتبنى المريض اجتماعيا وتحرر ملفا كاملا لكل مريض لمعرفة ظروفه الاجتماعية وتاريخه المرضي. وقد يساهم ذلك في تقديم أوجه دعم أخرى من المؤسسة إلى المرضى وأسرهم، منوها بأن المؤسسة العلاجية تعمل على مدار اليوم ولديها كل الإمكانيات لتقديم العلاج للمرضى.

 

 

 

وفي سياق حديثه أكد الدكتور حسن الشرباني أن جميع نشاط المؤسسة نابع من اقتناع الإدارة بتقديم الخدمة لوجه الله والإنسانية، لذا لا تقوم على الدعاية أو الترويج أو البحث عن الشهرة، وأن المؤسسة على سبيل المثال ليس لديها صفحة على فيسبوك أو السوشيال ميديا، وتحاول بقدر الإمكان التركيز في رسالتها الإنسانية، وتقدم شنط رمضان، كما قامت بعمل مسح شامل بجنوب سيناء لإعادة كفاءة المنازل وكذا مساعدة الأهل في الصعيد وتقديم شحنات من البطاطين في الشتاء.

 

وحول جهود الدولة في علاج مرضى الأورام والفشل الكلوي، أكد الدكتور حسن الشرباني أن الدولة تبذل جهودا جبارة في توفير العلاج خاصة للأمراض المزمنة والصعبة مثل الأورام والفشل الكلوي وجميع الجرعات متوفرة، كما أن الدولة اشترت مؤخرا 1000 ماكينة غسيل كلوي ولا يوجد عجز وتوفر كل الجرعات.

 

 

 

ولفت الدكتور حسن الشرباني إلى أن المؤسسة تحاول توفير العلاج الموجه والمناعي وهو أحدث أنواع العلاج في العالم لأمراض الأورام، وقامت بتوفيره لعدد من مرضى الأورام الشباب، لأن تكلفته عالية جدا، إلا أن نتائجه مبهرة.

كما أشار إلى أن المؤسسة تستقبل يوميا 18 حالة غسيل كلوي ونحو 25 حالة أورام في اليوم ما بين أجانب ولاجئين وسودانيين وفلسطينيين، ممن لا عائل لهم ويعانون من الغربة وهذا ما يسمى إغاثة الملهوف، كما تملك المؤسسة مقابر صدقة في البساتين، لدفن أي متوفى ليس لديه مقابر.

 

وبشأن التنسيق بين مؤسسة علي الشرباني والمستشفيات الحكومية لفت الدكتور حسن الشرباني إلى أنه تم توقيع اتفاقات وبروتوكولات مع كل المستشفيات الحكومية لتحويل أي حالة طارئة، وكل المستشفيات تشير على المرضى المسافرين للمحافظات أن يتوجهوا للمؤسسة في حالة تعثر رجوعهم في وقت الجرعة.

 

لا تبرعات

وفي نهاية حديثه أكد الدكتور حسن الشرباني أن المؤسسة لا تجمع أي تبرعات من أجل المستشفى الخيري وليس لديها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يستغل أحد اسم المستشفى.

 

من ناحيته قال الدكتور إسماعيل محمد إسماعيل، استشاري وأستاذ أمراض الكلي منذ 40 سنة وعضو اللجنة العلمية في شهادات الحصول على الزمالة المصرية والعالم المصري الكبير، أحد أفراد كتيبة مؤسسة الشرباني الخيرية، قال إن المؤسسة بدأت منذ 4 سنوات في التجهيزات الطبية اللازمة.

 

ولفت الدكتور إسمماعيل إلى أن الفكرة جاءت هنا في المؤسسة، من أن مريض الفشل الكلوي قد لا يجد من ينهي له الأوراق أو ليس له مكان، أو تكون جهة العلاج بعيدة عن بيت المريض أو لم يجد مكانا يستوعبه، فضلا عن وجود مرضى يأتون من المحافظات، ولابد أن يحصلوا على الجرعات والجلسات، وهنا تتكفل به المؤسسة.

 

أضاف أستاذ الكلي أن دور المؤسسة مثّل مظلة للمرضى ممن هم في الانتظار، كما تمنح كل اللاجئين جلسات الغسيل مجانا، وهناك مرضى من نيجيريا والصومال وفلسطين يقدم لهم 10 جلسات من خلال أعلى تكنيك في الغسيل مثله مثل أي مستشفى خاص والأجهزة وبروتوكول العلاج لدينا هو نفس المعتمد والمعمول به في مستشفى كيفلاند بإنجلترا.

 

واستطرد العالم المصري أن إدارة المستشفى لا تتأخر عن تقديم أي مساعدة، وأحيانا تأتي توصية من الإدارة بأن أي مريض يعاني من فقر نبلغ الإدارة لصرف بدل انتقال له، وهكذا توجه الإدارة برعايته وأحيانا تعطي تعليمات لمساعدة المريض لاستخراج علاج على نفقة الدولة.

 

وكشف الدكتور إسماعيل أن المؤسسة لديها أيضا عيادات متابعة ، ليس فقط الغسيل الكلوي، لأن هناك خطوات إرشادية نتبعها مثل دول العالم المتقدمة، لأن هناك أمراضا أخرى مصاحبة يجب السيطرة عليها وتحتاج لأدوية وعناية معينة وأسرته تحتاج إلى إرشادات وتعليمات معينة.

 

ولفت إلى أن مؤسسة الشرباني تتبع الإرشادات الدولية، وأن مريض الفشل الكلوي ليس مريضا عاديا بل هو مريض منتج، بمعنى لا يظهر على الشخص أنه مريض، قائلا “من خلال عملي 40 سنة ليس هدفي أعالج فقط لأن هدفي التعرف على المريض وتاريخه المرضي، على سبيل المثال حضر لي طالب في الإعدادية وتلقى العلاج لدي ودخل الهندسة وهو يغسل وعمل في مركز صيانة سيارات وأنا أذهب لعمل صيانة عنده وهذا شيء يفرحني لأنني أشعر بأنني أديت رسالتي”.

 

وأكد أستاذ علاج أمراض الكلى أن المؤسسة لديها أمهر الأطقم الطبية على مستوى العالم من أطباء وممرضين، لافتا إلى أن الأطباء نجحوا على سبيل المثال في رعاية وعلاج سيدة تعاني من الفشل الكلوي وفي نفس الوقت كانت حاملا وهو شيء مستحيل طبيا، وقد وضعت مولودا رغم تلقيها جلسات العلاج، وهو ما يدلل على كفاءة الأطقم الطبية لدينا الذين يتم اختيارهم بعناية شديدة وطبقا لمواصفات معينة.

 

وشدد على أن المؤسسة لا تتخلى عن أي مريض ولو تعثر أخذ جرعة مثلا في المكان الذي يعالج فيه يأتينا فورا، يمكن أن نعالجه العمر كله مجانا، وتابع “نحن أيضا نستقصي حالة المريض ونتتبع الأعراض على عائلته للكشف المبكر عن أمراض اعتلال الكلى”.

 

 

في نفس السياق تحدث الدكتور ضياء الدين موسى، استشاري ومدرس علاج الأورام بكلية الطب جامعة عين شمس ومدير وحدة علاج الأورام بجامعة عين شمس، وأكد أن مؤسسة الشرباني تقوم بدور بارز مع الدولة لعلاج مرضى الأورام أو الفشل الكلوي وتوفير العلاج الكيماوي والموجه والمناعي وجميع علاجات السرطانات.

 

ولفت الدكتور ضياء إلى أن الاكتشاف المبكر للأورام يساهم في سرعة الشفاء بنسبة 60% وتصل لمائة في المائة في بعض الحالات مثل أورام الثدي.

 

وأكد الدكتور ضياء موسى، أن السيدات فوق الخمسين يجب عليهن عمل فحوصات على الصدر ومن لديهن تاريخ للمرض وهذا يساعد في الاكتشاف المبكر وبالتالي يساعد في الشفاء.

 

وأشار رئيس وحدة الأورام بجامعة عين شمس إلى أن مؤسسة الشرباني تقوم بدور توعوي عن طريق عمل ندوات توعية لأمراض الرئة والقولون وضرورة عمل فحص كل فترة زمنية.

 

كما حذرت من الأمراض الناتجة عن التدخين بشراهة، وتوعية المدخنين الذين أصيبوا بنوبات كحة لأكثر من أسبوعين لابد من عمل أشعة مقطعية على الصدر، لافتا إلى أن التدخين لا يسبب سرطان الرئة فقط ولكن يسبب العديد من السرطانات الأخرى مثل سرطان الحنجرة والمريء والمثانة والبلعوم.

 

وأوضح الدكتور ضياء الدين موسى ، أن هناك طفرات ظهرت في علاجات الأورام، علاجات حديثة ومنها العلاج الموجه والعلاج المناعي والعلاج الجيني وهذه العلاجات حسّنت من نسب الشفاء من الأمراض المستعصية وسببت طفرة في العلاج عن طريق العلاج الموجه، وآخر سنتين ظهرت العلاجات المناعية.

 

وشرح أستاذ علاج الأورام أن العلاج الموجه ظهر منذ 10 سنوات وهو أقدم نسبيا وهو عبارة عن أجسام مضادة موجهة لمستقبلات معينة على خلايا الورم وتقفلها وتوقف نموها، وهي موجهة للخلايا المريضة فقط، على عكس الكيماوي الذي يؤثر على كل الخلايا النشطة في الجسم ويسبب مثلا سقوط الشعر، كما أن العلاج الموجه غالٍ جدا والمؤسسة تقوم بتوفيره على قدر المستطاع.

 

وحول العلاج المناعي، قال الدكتور ضياء الدين إنه يؤخذ عن طريق الوريد وهو يحفز الخلايا الطبيعية للجسم وهو يقوم بفك “الفرامل” الخاصة بالجهاز المناعي وبالتالي يقوم بمهاجمة خلايا السرطان وليس له أعراض جانبية كبيرة، ونتائجه مبهرة .

 

وكشف أن هناك رئيسا أمريكيا كان أول من حصل على العلاج المناعي وكان مصابا بورم في المخ وشُفي تماما ومازال على قيد الحياة وعمره تخطي الثمانين عاما، والجرعة تصل لـ 70 ألفا للمرة الواحدة وقد يمتد العلاج لسنتين، ما يوضح ارتفاع ثمنه بشكل يعجز عنه المرضى.

 

ولفت إلى أن المؤسسة وفرت بعض جرعات من العلاج الموجه والعلاج المناعي للشباب، لأنها غالية جدا وتم التعاون هنا مع بعض المؤسسات، وأعطيناه لمهندس ودكتور والمؤسسة تبنتهما لمدة 6 أشهر .

وكشف الاستشاري أن بعض الدول اتجهت لتصنيع أدوية مشابهة لأدوية العلاج المناعي والموجه في الفترة الحالية، للتقليل من ثمنه.

 

واختتم الدكتور ضياء الدين موسى حديثه، بأن هناك علاجا جديدا لأمراض الأورام وكل شهر هناك جديد في بروتوكولات العلاجات، هناك بعض الأورام تقلص فيها استخدام الكيماوي، وخلال 5 سنوات سوف يختفي الكيماوي في علاج الأورام السرطانية.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى