أسطورة عربية قديمة.. من هي زرقاء اليمامة أشهر نساء قبيلة “جديس” وما قصتها؟
أميرة جادو
زرقاء اليمامة، تعتبر واحدة من الشخصيات الأسطورية العربية القديمة، وهي امرأة ذكية، حاذقة، قوية الإبصار، متزوجة في جديس(من العرب البائدة) من أهل اليمامة، تمتلك عيون زرقاء وترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام، وهي أبصر خلق الله عن بعد.
انشأ لها قومها نقطة مراقبة عالية جدًا، لتراقب لهم الأعداء على مسافة مسيرة ثلاثة أيام، فلا يقترب منهم عدو إلا كانوا مستعدين له، ولكن جاءهم قوم واحتالوا عليهم، بأن علقوا على الإبل (الركايب) شجراً بالوجه والجنب وأمام الرجال الراكبين، ليضيعوا واهسها، فلما أبصرتهم، قالت زرقاء اليمامة لقومها: “جاءكم الشجر يمشي، فضحك عليها قومها” فردوا عليها: “خرفتي یا زرقاء”، ولكن بعد ثلاثة أيام دهمهم العدو بغتة.
قبيلة طسم وجديس
تعددت الأخبار والأقاويل في وصفهم، حيث قيل أنهم من قبائل العرب البائدة التي ذكر عنها العديد من الأساطير والحقائق والتي يصعب التحقق من صحة ذلك التاريخ وتلك الأخبار على وجه اليقين.
كما أشار عدد من المؤرخون العرب إلى أن هاتين القبيلتين انحدرتا إلى مدينة بابل.. فيما ذكر آخرون أنهم أتوا إلى اليمامة، ثم غادرت قبيلة طسم منزلهم الأول ثم انضموا إليهم جديس.. دون وجود تأكيد من هذا الأخبار، لكن مما لا شك فيه أن بيوتهم كانت خصبة جدًا من كل البلاد العربية، كانت هناك أشجار النخيل والبساتين، وكذلك الأبراج العالية والقصور.
كما ورد ذكرهم في التوراة بالعديد من أسماء القبائل العربية القديمة.. بما في ذلك قبيلة طسم، والتي تعد أحد بطون قبيلة ديدان.
القضاء على طسم وجديس
قال عنهم المؤرخين، أن طسم كانت تسيطر وتحكم على قبيلة جديس، وكان أحد ملوكها وهو العمليق طاغي ومستبد، ولهذا ضجرت قبيلة جديس وأهلها خاصة بعدما افترع عفيرة بنت عبّاد التي كانت تعرف بالشموس. وكانت أخت أحد الأشراف بجديس وهو (الأسود بن غفار).. فاستغاثت بقومها فيما فعلوا العمليق بها، فغضب أخوها أشد الغضب وقرر الثأر لأخته عازماً على قتل العمليق وأتباعه.
خطط شقيق الشمس ورفاقه لقتل العمليق، حيث دعوه لتناول الطعام، ثم أخفوا السيوف بالرمال، وفور دخول العمليق ديار جديس انقضوا عليه هو ومن معه بالسيوف فقضوا عليهم جميعاً. فنجح أحد رجال طسم وهو (رياح بن مرة) من الفرار إلى بلاد اليمن، مستعينًا بملك حمير حسان بن تبع.. وحرضه على غزو جديس حيث أغراه بما بها من خير وغنائم، فستجاب حسان إليه وأعد العتاد والجيش، وقد حرصوا على عدم وصول أخبار تلك التجهيزات إلى جديس لكي لا يستعدوا لهم.
وفي ذلك الوقت استطاعت “زرقاء اليمامة” وهي امرأة من قوم جديس اشتهرت بنظرها الحاد. أن ترى الجيوش تقترب من قومها وذلك قبل وصولها بثلاث أيام، فحذرت قومها ليأخذوا حذرهم واستعدادهم. ولذلك أشار الرجل على الملك أن يحمل الرجال الشجر لكي يختبئوا من نظر اليمامة خلفه. وبالفعل تمكنت اليمامة من رؤيتهم على هيئة أشجار تسير وتتحرك، وذهبت لتخبر قومها بذلك لكنهم سخروا منها ولم يصدقوها. الأمر الذي سمح لحسان وجيشه بغزو جديس وإبادة كل من بها.
مقتل زرقاء اليمامة
لما هاجم عليهم الأعداء قتلوا جميع قومها وأهلها ودمروا بيوتهم.. وقلعوا عينها فوجدوها محشوة بالأئمد، وهو حجر أسود كانت تدقه وتكتحل به .