الفرما” مدينة السيدة هاجر.. ومسار العائلة المقدسة وهذه القبائل التي سكنتها
دعاء رحيل
تعد مدينة الفرما من المدن المباركة، لأنها البلدة التي كانت منها السيدة هاجر أم إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام، ومدينة مثل هذه يجب أن نتعرف على قصتها، حيث أن قصة هذه المدينة طريفة، حيث ذكر ابن دقماق في القرن 9 هـ/ 15م أنها بلدة قديمة كانت عامرة، إلى أن أغار الفرنجة عليها في رجب سنة 545هـ/ أكتوبر 1150م،فأحرقوها وأخربوها ونهبوا أهلها.
الفرما مسار العائلة المقدسة
وفي هذا السياق قال الباحث في التراث السيناوي عبد القادر مبارك، بدأت مصر تطوير منطقة الفرما الأثرية بمحافظة شمال سيناء (شمال شرقي القاهرة) ضمن مشروع مسار العائلة المقدسة الذي تواصل وزارة السياحة والآثار والمحافظات العمل عليه حالياً تمهيداً لافتتاح محطاته بعد بحث كافة المعوقات التي تواجهه.
كما قال مبارك، أن منطقة الفرما (شرق مدينة بورسعيد) تعد المركز الأول والرئيسي بالمسار في شمال سيناء. وتم التركيز على (الفرما) فقط بسبب عدم وجود عقبات تحجب تنفيذ بها. رغم وجود 7 نقاط أخرى من مسار العائلة المقدسة في شمال سيناء، تبدأ من مدينة رفح، ثم الشيخ زويد، والعريش، وحتى الفرما».
وأوضح الباحث في التراث السيناوي، أنه كان مقرراً العمل في كافة محطات المسار بشمال سيناء، منذ عام 2019. فإن اختيار الفرما وحدها جاء بسبب قربها من الطرق الرئيسية وقربها من محافظة بورسعيد الساحلية. وابتعادها عن المناطق التي تشهد عمليات أمنية موسعة لمحاربة المتطرفين في شرق المحافظة.
الفرما ذات قيمة أثرية
ونوه الباحث في التراث السيناوي، أن مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر 25 نقطة، تبدأ من سيناء حتى أسيوط بالوجه القبلي، حيث يضم كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار، في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه. ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع.
فيما أكد الباحث في التراث السيناوي، أن الاكتشافات الأثرية بمنطقة الفرما الأثرية في أواخر القرن التاسع عشر. وبداية القرن العشرين، وتم اكتشاف 3 كنائس رئيسة أثرية التخطيط، وهي كنائس الفرما الشرقية، والجنوبية، والغربية. وتعد من أهم محطات طريق العائلة المقدسة في شمال سيناء ومصر من حيث القيمة الأثرية.
كما أكد مبارك، أن رحلة دخول العائلة المقدسة إلى مصر بدأت من رفح. بالشمال الشرقي للبلاد. مروراً بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية. ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية. حيث أديرة الأنبا بيشوي والسيدة العذراء «السريان» والبراموس والقديس أبو مقار، ثم اتجهت بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية. حيث توجد شجرة مريم. ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ومناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجة في وسط مجمع الأديان، ومنها إلى كنيسة المعادي. وهي نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل، وصولاً إلى المنيا، حيث جبل الطير. ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق، وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده. ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، ثم العودة مجدداً إلى أرض الموطن عند بيت لحم.