حكاية حي «الغورية» أعرق أحياء القاهرة القديمة.. وهذه أشهر معالمه الأثرية
أميرة جادو
يمتلئ التاريخ المصري بالعديد من الشواهد على أصالة المصريين، وامتداد جذورهم إلى عصور الأسرات والممالك المختلفة والمتعاقبة أعوام عديدة تمر على مصر المحروسة ويبقى ما بناه الأجداد شاهداً على جمالها وفنها وحضارتها وأصالتها، حيث تضم القاهرة العديد من الشوارع والأحياء التاريخية، منها حي الغورية في منطقة الجمالية ويعد من أهم الأحياء العريقة بالقاهرة، أسسه السلطان قانصوة الغوري، ويقربه شارع الجمالية الذي يحتضن الجامع الأزهر، ويفصله عن السوق ومنطقة خان الخليلي، وضريح مسجد سيدنا الحسين.
سبب التسمية
يرجع سبب تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى السلطان “قانصوة الغوري”، الذي حكم الدولة المملوكية بمصر والشام في الفترة من عام 1501 وحتى عام 1516، وكان معروفاً بحبه لفن العمارة.. وترك ثروة فنية معمارية في كل من مصر وحلب والحجاز.. وكان الحي قديمًا يعرف باسم سوق الشربين، حيث كانت به حوانيت لصناعة الخلع التي ينعم بها السلطان على رجال الدولة في المواسم والأعياد.
معالم حي الغورية
تضمن “الغورية” على مجموعة ضخمة من الآثار الإسلامية من عصور متعددة، مثل العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، فتحتوي على جامع الأقمر وباب الفتوح والمدرسة الكاملية وتكية السلحدار.
كما تشتهر بنظام الوكالات كما يعرف عنها، فيها وكالات كثيرة للبيع والشراء والاستبدال. وكما تضمن أيضًا على كتب الأديب الكبير نجيب محفوظ وثلاثيته الشهيرة: قصر الشوق، السكرية، بين القصرين، كما أن متحفه بالقرب منها.. وتضم العديد من أماكن الشراء أصبحت مع الوقت مباني أثرية مهمة، وتعد من أشهر هذه المباني فيه مبنى وكالة الغوري.
والجدير بالإشارة، شيدت أشهر معالم حي الغورية على يد قانصوة الغوري، ووأبرزها كالة الغوري، ومسجد الغوري، وقبة، وسبيل، وكتّاب ومدرسة.. وتقع مدرسة الغوري في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر، وتأخذ شكل كتلة معمارية مميزة .
ولا تزال وكالة الغوري محتفظة بطابعها المعماري الأصلي كما كانت عليه.. وهي عبارة عن صحن كبير، من حوله محلات متراصة في أربعة طوابق مخصصة لاستقبال التجار وبضائعهم. وهي الآن تابعة لوزارة الثقافة باعتبارها أثرًا مهمًا ومركزًا للفنون.
وتأتي مدرسة الغوري على شكل مستطيل المساحة.. أرضيتها مفروشة بالرخام مزخرف بأشكال هندسية فائقة الجمال، ودقيقة الصنع.
ويعد سبيل الغوري من أبرز ما تتميز به مجموعة السلطان قانصوة الغوري. نظرًا لأنه من طراز خاص، يضم ثلاث شبابيك جميعها تطل على شارع الأزهر وشارع المعز بدين الله الفاطمي.