مرأه بدوية

حكاية بنت القبائل التي بدأت من محو الأمية إلى الحصول على الدكتوراه

دعاء رحيل

تشكل العادات والتقاليد البدوية بمطروح أحيانًا عائقًا نحو تحقيق الفتيات لطموحهن وأهدافهن التي يسعين لتحقيقها خاصة التعليم.

وفي هذا الإطار يذكر موقع صوت القبائل العربية نموذجا مشرفًا لفتاة بدوية نجحت في الوقوف أمام هذه العادات بالحصول على مؤهل عالٍ؛ بل استمر طموحها وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه لتصبح أول بدوية بمطروح تحصل على هذه الدرجة العلمية وتكافئها جامعة مطروح بتعيينها في الجامعة، ولم تكتفِ هذه الفتاة بذلك؛ بل استطاعت أن تساهم في محو أمية العديد من الفتيات ليصل إجمالي من محت أميتهن لـ700 فتاة بدوية.

لذا سوف نتعرف على الدكتورة تهاني فرج سعيد التي تمكنت من تخطي الكثير من الأزمات ونجحت في الحصول على الدكتوراه ودورها في المشاركة في العمل الاجتماعي والسياسي بمطروح.

مواجهة الصعوبات

وفي هذا السياق كشفت الدكتورة تهاني، عن الصعوبات الكثيرة التي واجهتها لاستكمال تعليمي وتوقفت عن التعليم أكثر من مرة، قائلة تم إيقاف تعليمي بعد حصولى على المرحلة الإعدادية بسبب أن منزلي كان يبعد عن المدرسة بحوالي 8 كيلومترات؛ ووفقًا للعادات والتقاليد التي تمنع أن الفتاة تلتحق بمدرسة بعيدة عن منزلها توقفت عن التعليم إلى أن تم افتتاح فصل مشترك للمرحلة الثانوية بزاوية أم الرخم، التي بجوارنا وانضممت للفصل وأتممت المرحلة الثانوية وبعدها ظهرت نفس المشكلة لم التحق بالتعليم الجامعي لنفس الأسباب حيث لا توجد جامعة بمطروح وتوقف تعليمى مرة أخرى، وتزوجت وأنجبت”.

كما أوضحت الدكتورة تهانى ، أنه بفضل زوجها الذي شجعها لإتمام تعليمها الجامعي، قائلة أنه رأى طموحي ورغبتي وأراد أن يساعدني في تحقيق طموحي والتحقت بكلية تربية قسم علم نفس واستكملت مرحلة الماجستير، وأخذت الدكتوراه وتم تعييني بجامعة الإسكندرية قسم الصحة النفسية.

حكاية بنت القبائل التي بدأت من محو الأمية إلى الحصول على الدكتوراه

كما أضافت تهاني أنها قامت  بالاشتراك  في “مشروع الفرنسي المصري” وهو تغير المناخ وتأثيره على المرأة البدوية وساعدت في تجهيز  البحث وتم إنجاز البحث في 6 أشهر، وقمت أنا وفريق البحث بالتنقل بين القرى والنجوع ووسط الصحراء للقاء السيدات البدويات وجمع آرائهم وتم نشر البحث في إحدى المجلات الأوروبية بعد إعلان فوزه بأفضل بحث لرصد حياة المرأة البدوية وتأثيرها الاقتصادي، من شغل وتربية.

مشاركة المرأة في الحياة  السياسية

فيما ما ذكرت الدكتورة تهاني، دورها الملهم في مشاركة المرأة في الحياة  السياسية، منوهة أنها تشجع المرأة للإدلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ حيث كنت أقوم وفريق عمل بتجميع السيدات ونقلهم بسيارات حتى لجانهم الانتخابية وإعادتهم مرة أخرى، كما شاركت المرأة في افتتاح فرع قناة السويس الجديدة ومدينة العلمين الجديدة؛ مضيفة إلى أن هدفي هو أن نوضح أهمية المرأة المطروحية وتأثيرها في المجتمع.

كما روت تهاني عن تجربتها مع محو الأمية، حيث قالت  “بدأت منذ سنوات كثيرة عندما أطلق قصر ثقافة مطروح مبادرة “امحِ أمية أهلك” دعوة كل إنسان متعلم لمحو أمية الأفراد غير المتعلمين في العائلة، فاستجبت لتنفيذ هذه المبادرة وقمت بتجميع النساء من عائلتي لمحو أميتهم وبدأت بـ15 دارسة من السيدات في قرية القصر بمدينة مطروح داخل المربوعة الخاصة باستقبال الضيوف وبدأت بتعليمهم يوميًّا إلى أن إجادة القراءة والكتابة واجتازوا امتحان محو الأمية بنجاح، وفرحتهم بالشهادة وقدرتهم على قراءة القرآن شجعتني أكثر أن استمر في إقامة فصول أخرى واستقبال الكثير من السيدات لتعليمهم ومحو أميتهم وبدأت النساء ياتين بأقاربهم لكي يتعلمو والنساء التي نجحت لم ينقطعوا عن الفصول واستعنت بهم لنقل تجربتهم ويقومون بمتابعة الدارسين الجدد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى