أم حكيم بنت الحارث، رضي الله عنها، كانت امرأة وفية لزوجها وعلى دراية بحقوقه. أحبت له الخير وسعت للوساطة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمنه رسول الله.
موعد إسلام أم حكيم
في يوم اليرموك، كانت تشن حربًا على الكفر والكافرين. أسلمت يوم فتح مكة، لكن زوجها عكرمة بن أبي جهل لم يسلم وغادر مكة إلى اليمن. فذهبت أم حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبت منه الأمان لزوجها. فأذن لها النبي بالذهاب إلى زوجها وإبلاغه بالعفو.
فذهبت في أثر زوجها ووجدته على ساحل تهامة يستعد لركوب البحر. فدمعت عيناها وقالت له: “يا ابن العم، جئتك من خير الناس، لا تهلِك نفسك، فقد استأمنت لك رسول الله فأمنك”. فقال: “أنتِ فعلتِ ذلك؟” قالت: “نعم، قد كلمتُه فأمنك”. فرجع معها عكرمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعَه على الإسلام والجهاد.
وبذلك، كانت أم حكيم سببًا في إسلام زوجها. فأحسن إسلامَهُ وجاهد في سبيل اللَّه حتى استشهد في معركة أجنادين.
امرأة وفية لزوجها
أم حكيم بنت الحارث، رضي الله عنها، كانت امرأة وفية لزوجها وعلى دراية بحقوقه. تزوجت بعد ذلك الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص، رضي الله عنه. وقبل أن يدخل بها، نادى منادي الجهاد للقتال ضد الروم. فعرض خالد على زوجته أن يدخل بها، لكنها قالت: “لو تأخرت حتى يهزم الله هذه الجموع”. فقال: “إن نفسي تحدثني أني أُقتل”. قالت: “فدونك”. فأعرس بها عند قنطرة التي عُرفت بعد ذلك باسم قنطرة أم حكيم.
ثم أصبحوا وأولموا عليهما. ولكن ما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم ووقع القتال. فاستشهد خالد أمام عيني زوجته. فشدَّت أم حكيم عليها ثيابها وخرجت إلى القتال. واستطاعت أن تقتل سبعة من الروم بعمود الخيمة التي بنى بها خالد. ثم واصلت كفاحها حتى سطَّر التاريخ حياتها بأحرف من نور. رضي الله عنها وأرضاها.
زوج أم حكيم
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية كانت صحابية جليلة. حضرت يوم أحد مع المشركين، ثم أسلمت يوم فتح مكة. وكان زوجها عكرمة بن أبي جهل قد فر إلى اليمن، فتوجهت إليه بإذن من النبي -صلى الله عليه وسلم- فحضر معها، وأسلم. ثم خرجت معه إلى غزو الروم فاستشهد.
بعد استشهاد عكرمة، تزوجها خالد بن سعيد بن العاص قبيل وقعة مرج الصفر جنوبي دمشق. ولما استشهد فيها شدَّت أم حكيم عليها ثيابها، وتبدّت وإن عليها أثر الخلوق، فاقتتلوا على النهر، عند جسر سُمِّي بعد ذلك بقنطرة أم حكيم. فقتلت بعمود الفسطاط الذي أعرس بها خالد فيه سبعة من الروم وقتلت عام 14.