شبه جزيرة سيناء – محمود الشوربجي
وعثر في بطن وادي غرندل الواقع في نطاق مدينة أبوزنيمة في جنوب سيناء على آثار قديمة لبقايا مباني من الطوب اللبن والصخور وعدد كبير من القطع الفخارية والعملات البرونزية والقطع الزجاجية يرجع تاريخها للعصر الروماني، إلى جانب أساطير قديمة ورجوم داخل الوادي كل وحد منهم له قصة وحكاية.
قيل في القديم كان جنوبي هذا الوادي بنحو 3 كم مكان يعرف بـ “رِجم حصان أبو زَنَّه” والرِجم هو علامة تدل على حدث ما أو تاريخ أو قصة حدثت في مكان ما. وتعددت الأساطير حول هذا المكان ، ويذكر أحد أفراد قبيلة العليقات أنه كان يوجد رِجمان من الحجارة إحداهما أكبر من الآخر والمسافة بينهما 15 متراً تقريباً ، وكانوا يسمون هذا المكان بـ “رِجم حصان أبو زَنَّة” لأنه كان سبباً في موت صاحبه.
وحينما ذهبت إلى هناك لم أجد له أثراً ، ويَذكُر أيضاً أن جنوب أثر “رِجم حصان أبو زَنَّة” بنحو 500 متر تقريباً أثراً آخر يدعى “خط المزراق” ، وهو منحوتاً في الأرض يوازيه خمسة رجوم من الحجارة والمسافة بينهما مترين وغرب الرجم تلّ عليه رجم من الحجارة ، وذهبت إليه ولم أجد له أثراً ربما دفنته الرياح على مر السنوات.
ولما بحثت في المصادر القديمة عن سبب هذه الرجوم والخط في كتاب تاريخ سيناء وجغرافيتها لنعوم شقير، قيل : أن بنتاً بدوية كانت ترعى غنمها في ذلك المكان فمر بها ثلاثة من البدو : شابان وكهل وسألوها شربة من لبن الغنم وكان معها طاس فضة فسقت الشابين بطاس الفضة وسقت الكهل بكفهِ ، وكان الكهل شهماً أبي النفس فسآءه استخفافها به وقال لها أودُّ لو هاجمك اللصوص في هذه البرية لنرى من منا يشرب بطاس الفضة ، ولم يتم كلامهُ حتى هاجمهم جماعة من اللصوص فاختطفوا البنت وساقوا غنمها واعتصموا بالتل المجاور ففر الشابان وثبت الكهل يقاتل اللصوص وحدهُ بالسيف والمزراق حتى أجلاهم عن التل وأنقذ الصبية وغنمها من أيديهم .فأعجبت الصبية ببسالتهِ وقالت حقاً إنك أنت الجدير بطاس الفضة ثم ملأته لبناً وقدمته إليه ليشرب فأبى وقال لا أشرب بطاس الجبناء وشرب بكفه ، فزادت الصبية إعجاباً به وتزوجتهُ برضى أهلها وأقامت له هذا الأثر احياء لذكرهِ .
قيل أن بعضاً من عشيرتها كانوا يحيون هذا الأثر في الماضي كلما عبثت به الرياح، ولكن لا أثر له الآن!.
هذا ويتعرض هذا الوادي في كل عام إلى سيول أحياناً تكون بسيطة وفي الغالب جارفة ،