ما هو أصل العرب والقبائل وما هي لغتهم الرائدة؟
دعاء رحيل
ما هو أصل العرب ؟ أولئك القوم الذين تعود جذورهم إلى عُمق التاريخ، الذين قد شرّفهم الله -تعالى- بأن جعل منهم عددًا من الأنبياء والمرسلين الذين كان آخرهم محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيّ الإسلام، الديانة الأخيرة التي قد حمل راية نشرها العرب منذ بدايتها.
أصول العرب والقبائل
لقد خلق الله تعالى الناس من أصولٍ وأعراقٍ مختلفة، ثمّ مايز بينهم وجعلهم شعوبًا وقبائلًا ليتعارفوا، وقد نصّ على ذلك في كتابه العزيز، وذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}،[1] وقد ميّز الله تعالى بين الناس في التقوى والالتزام، إذ لا فضل بين شخصٍ وآخر إلّا بالتقوى، وإذا ما نُظر في أصول العرب، فإنّ أصولهم تعود إلى ثلاث فئات، فالأولى هم العرب البائدة، والثانية هم العرب المستعربة، والثالثة هم العرب القحطانية، وكلّ فئة من هؤلاء الأعراب تنحدر من نسلٍ معيّن.
ما هو أصل العرب
إنّ أوّل ما يرد للذهن عند الحديث عن أصل العرب هم البدو الرحّل، فأوّل ما أطلق لفظ العرب كان على هؤلاء الشّعوب السامية الذين كانوا يتنقّلون في الصحراء، والذين كانوا يقطنون المنطقة المعروفة بشبه الجزيرة العربية، والذين كانوا يتكلّمون اللغات السامية قبل ظهور اللغة العربية، وأمّا في الوقت الحالي فيطلق لفظ العرب على كل من يتكلّم اللغة العربية ويقطن الأرض الممتدة ما بين المحيط الأطلنطي غربا إلى الخليج العربي شرقًا، وفي الواقع إنّ التحديد الحقيقي لأصل العرب أو بداية ظهورهم هو أمر صعب، فلم يتمكّن أحد من ذلك بسبب تضارب الأخبار والتنقيبات الأثرية.
أقسام العرب في التاريخ
لقد انقسم العرب على مر التاريخ إلى ثلاثة أقسام تفصيلها فيما يلي:
العرب العاربة
هم عرب الجنوب الذين يسمّون بالقحطانيين نسبةً إلى يعرب بن قحطان، وأمّا عن لغتهم الرائدة فقد كانت لغةً سامية تطوّرت فيما بعد إلى اللغة العربية، وقد عملت هذه الفئة من العرب بالتجارة البحرية والزراعة، وأمّا عن معتقداتهم الدينية فقد كانت وثنية، فقد تمسّكوا بالثالوث، القمر والشمس والزهرة، فالقمر رمزه الحية، والشمس رمزها اللات، والزهرة رمزها العزى، وقد كانت آلهة الشرق الأوسط جميعها متشابهة في الشكل، كما تسرّبت المبادئ المسيحية إلى عرب الجنوب.
العرب المستعربة
هم العرب الذين يدعون بالعدنانيين، وقد ورد ذكرهم في التوراة باسم الإسماعيليين، فقد كان لإبراهيم الخليل اثنا عشر حفيدًا من ابنه إسماعيل، وقد انحدر منهم أربع قبائل ظهروا في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وقد ظهرت هذه القبائل في بادئ أمرها في سهول تهامة ومنها انطلقوا إلى الشام والحجاز ونجد، فقبيلة مضر استقرت في نجد، وقبيلة تميم استقرت في بادية البصرة، وقبيلة ربيعة انحدرت منها قبيلة أسد، وقبيلة كنانة استقرت في الحجاز وانحدرت منها قبيلة قريش.
العرب البائدة
يضم هذا القسم من العرب سبع قبائل، وهي قبائل عاد الذين سكنوا اليمن في زمن النبي هود، وقبائل ثمود الذين سكنوا الحجاز في زمن النبي صالح، وقبائل طسم الذين سكنوا عمان، وقبائل ثقيف الذين سكنوا الطائف، وقبائل جاسم الذين سكنوا مكة، وقبائل وبار الذين سكنوا اليمن، وقبائل جديس الذين سكنوا اليمامة، وأغلب الظن أنّ هذه القبائل من نسل سام بن نوح، وتاريخها غير معروف وقد انقرضت.
أي دولة أصل العرب
يرجع أصل العرب وبدايات ظهورهم إلى مجموعة البدو الرحّل الذين كانوا يقيمون في شبه الجزيرة العربية ويتنقّلون في صحرائها، ويعملون برعي الأغنام والإبل، ويتكلّمون اللغة السامية التي تحوّلت فيما بعد إلى اللغة العربية، ولعلّ أقدم ظهور للعرب كان من خلال العرب العاربة، فهم أقدم الأمم بعد قوم النبي نوح، وقد انتشروا في الأرض وحكموها، وقد أطلق عليهم لقب العاربة دلالةً على رساخة العروبية ولأنهم أول من تكلّم اللغة العربية، ثم يليهم العرب المستعربة من القبائل غير العربية الذين تعلّموا لغتهم وتأثّروا بثقافتهم.
هل صحيح اليمن أصل العرب
إنّ الجزيرة العربية من شمالها إلى جنوبها هي منبع العرب وأصلهم، فلا يصح أن يقال أنّ اليمن هي أصل العرب، فإنّ كل من قبيلة قريش وقبيلة هذيل وقبيلة كنانة كانوا في جنوب مكة، وكذلك قبيلة سـليم، وقبيلة هوازن وقبيلة عُتيبة ومزينة، وعدوان، وفهم، ومطير، وتميم، وقبائل ربيعة بنجد، وبنو حنيفة بنجد ومنهم آل سعود، وجميع هذه القبائل هي قبائل عربية لكنّها ليست يمنيّة الأصل، وغالب الأمر أنّ الظنّ بأنّ العرب أصلهم اليمن هو كثرة القبائل المنحدرة من اليمن.
نمط عيش العرب
لقد اتّخذ العرب مظاهرًا عديدة وأنماطًا متنوّعة من المعيشة، فبعضهم كان بدوًا رحّلًا يتنقّلون من مكانٍ إلى الآخر طلبًا لمستلزمات الحياة الرئيسة، وبعضهم كان حضريًّا قد استقرّ في مكان معيّن، وقد ساعدهم على ذلك توفّر شووط العيش المناسبة لهم، وأمّا عن عملهم، فبعضهم مارس التجارة واعتمدها كمصدر للعيش، وبعضهم اعتمد الرعي وبعضهم اعتمد الزراعة، وقد تنوّعت هذه الأنماط بحسب المكان الحاضن، ففي البادية تركّز الرعي، وفي المناطق الحضرية انتشرت التجارة، وقد ساهم موقع جزيرة العرب الإستراتيجي في ذلك.