فنون و ادب

“اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور”.. تعرف على حكاية هذا المثل الشعبي الشهير

أميرة جادو

يقال دائمًا إن الأمثال الشعبية هي خلاصة تجارب الشعوب، فخلف كل مثل قصة واقعية حدثت منذ زمن بعيد، وانتقلت عبر الأجيال حتى باتت تتردد على الألسنة، أحيانًا دون أن يدرك الناس أصل الحكاية التي تقف وراءه، ومن بين تلك الأمثال التي تستخدم بكثرة، خاصة بين النساء، هو “اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور”، الذي يقال في حالات الغيرة الزوجية أو عند نشوب الخلافات بين الأزواج، حيث تعتمده بعض النساء تعليقًا على نية الزوج الزواج بأخرى، وكأنه تحذير بأن من سترتبط به ستلاقي ذات المصير من الظلم والمعاناة التي مرت بها زوجته الأولى.

حكاية “اللي خدته القرعة تبقى تاخده أم الشعور”

تعود جذور هذا المثل إلى قصة امرأة كانت غاية في الجمال، لكنها تزوجت من رجل فقير الحال، رثّ الثياب، لم يكن حسن المظهر أو المعاملة، ورغم ذلك تحملت العيش معه على الحلوة والمُرة، حتى أثّر الفقر وشظف العيش على جمالها، وأخذت ملامحها تتبدل بسبب الضغوط والمصاعب.

وفي أحد الأيام، فاجأها زوجها بقراره الزواج من امرأة أخرى، بحجة أنها أصغر سنًا وأكثر جمالًا. أصيبت الزوجة بخيبة أمل شديدة، وندمت على السنوات التي أفنتها بجانبه، وتذكرت كيف تلاشى شبابها وجمالها وسط قسوة الحياة معه.

رد الزوجة.. حكمة صنعت مثلًا خالدًا

لم تجد الزوجة وسيلة لتعبر بها عن غضبها سوى بكلمات تحمل مرارة التجربة ويقينها بالمصير المحتوم، فقالت له:
“اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور”
وكانت تعني بذلك أن المرأة الجديدة ستلقى نفس المصير الذي لاقته هي، فكما أفنى الفقر جمالها، سيفعل الشيء ذاته مع زوجته الجديدة، وستكتشف لاحقًا أنها لن تكون أفضل حالًا منها.

المثل في الواقع

اليوم، لا تزال النساء تردد هذا المثل عند شعورهن بالخذلان أو عندما يتركن شخصًا بعد سنوات من المعاناة. ثم يعلمن بزواجه من أخرى، فيكون القول بمثابة تعزية للنفس بأن المصير ذاته ينتظر الجديدة. كما يستخدم أحيانًا في المزاح بين النساء عند الحديث عن الأزواج، تعبيرًا عن استيائهن من فكرة استبدال الزوج لزوجته بأخرى.

هكذا، يظل “اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور” شاهدًا على حكايات الحب، والفقر، والخيانة، والندم، التي تتكرر مع اختلاف الأزمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى