حوارات و تقارير

مواجهة روسيا وتوسع الناتو وأزمة الغذاء.. ملفات الحرب بأوكرانيا تسيطر على أعمال مؤتمر دافوس الاقتصادي

دعاء رحيل
سيطرت تطورات الغزو الروسي لـ أوكرانيا على أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، وأتيحت الفرصة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليتحدث أمام المنتدى الذي يجمع أكثر من ألفين من زعماء دول العالم وقادة الأعمال والسياسيين والخبراء.
 
واستثمرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين فرصة انعقاد المنتدى لتوجه الدعوة للمجتمع الدولي لمواجهة روسيا، وقالت إن “الحرب في أوكرانيا مهمة يجب أن يتولاها المجتمع الدولي”.
 
كما لفتت إلى أن روسيا تستخدم الإمدادات الغذائية سلاحا له تداعيات عالمية، وتتصرف بالطريقة نفسها التي تعمل بها في قطاع الطاقة.
 
وشددت المسؤولة الأوروبية على أنها ستفعل كل ما في وسعها لدعم كييف، لكسب الحرب وتقديم المساعدات المالية والعسكرية اللازمة “لاحتواء الاعتداء الروسي”، وفق تعبيرها.
 
وقالت إن “التعاون العالمي هو الترياق لابتزاز روسيا”، موضحة أن “جيش الكرملين يصادر مخزونات الحبوب والآلات في أوكرانيا، وفي البحر الأسود تحاصر السفن الحربية الروسية السفن الأوكرانية المحملة بالقمح”.
 
وأضافت أنه يجب استخدام الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا التي تضررت بناها التحتية بفعل التدخل العسكري لروسيا.
 

أزمة الغذاء

وكان الاتحاد الأوروبي قد تعهد بفتح “قنوات تضامن” مع أوكرانيا باستخدام طرق لوجستية بديلة لمساعدة البلاد في تصدير الحبوب، في حين يجتمع وزراء الزراعة من دول الاتحاد في بروكسل اليوم لمناقشة التقدم المحرز في إطلاق هذه القنوات.
 
وقال الكرملين أول أمس الاثنين إن الغرب هو المسؤول عن أزمة الغذاء العالمية بفرضه أشد العقوبات في التاريخ الحديث على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
 
وفي هذا الصدد قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إن التجارة مع الأنظمة السلطوية مثل روسيا والصين تقوّض الأمن الغربي.
 
وأضاف ستولتنبرغ في كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي أن الحرب في أوكرانيا أظهرت كيف أن العلاقات الاقتصادية مع الأنظمة السلطوية يمكن أن توجد نقاط ضعف، في إشارة إلى واردات الاتحاد الأوروبي من الوقود الحفري الروسي وبناء الصين لشبكات الجيل الخامس من الاتصالات.
 
وأوضح أنه “علينا أن نعترف أن خياراتنا الاقتصادية لها تداعيات على أمننا، وأن الحرية أهم من التجارة الحرة”.
 

لقاء بوتين

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال في كلمة له في المنتدى -عبر الفيديو- إن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الممثل الروسي الوحيد الذي يرغب في مقابلته، وإن موضوع النقاش الوحيد الذي يمكن أن يُطرح هو إنهاء الحرب في أوكرانيا”.
 
ولفت زيلينسكي إلى أن إجراء مفاوضات بين بلاده وروسيا أصبح أكثر صعوبة بسبب موقف الروس تجاه المدنيين في “الأراضي الأوكرانية التي يحتلونها”.
 
بدوره، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى عزل الرئيس الروسي عن المجتمع الدولي، على خلفية الحرب التي بدأها ضد أوكرانيا وتداعياتها العالمية.
 
وشدد سانشيز في كلمته بالمنتدى على الحاجة إلى الاستقلال الذاتي الإستراتيجي المفتوح للاتحاد الأوروبي من أجل إقامة روابط جديدة بشأن مناطق أخرى، مثل أميركا اللاتينية.
 
وأوضح رئيس الحكومة الإسبانية أن فنلندا والسويد اللتين تقدمتا بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ستشاركان في اجتماع الحلف المقرر أواخر يونيو المقبل في مدريد.
 

توسع الناتو

وفي هذا الشأن ذاته، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو اليوم الثلاثاء إن فنلندا والسويد سترسلان وفدين إلى تركيا غدا الأربعاء لمحاولة التوصل إلى حل بخصوص معارضة أنقرة لانضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي.
 
وقال هافيستو خلال جلسة نقاش في المنتدى “ندرك أن تركيا لديها بعض المخاوف الأمنية المتعلقة بالإرهاب، ونعتقد أن من الممكن تسوية هذه الأمور”.
 
وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعارض انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي، اتصالين هاتفيين بزعيمي البلدين يوم السبت وناقش معهما مخاوفه.
 
وتقول تركيا إن السويد وفنلندا تؤويان أشخاصا على صلة بحزب العمال الكردستاني وأنصارا لرجل الدين التركي فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة انقلاب في 2016.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى