المهر” 7 جنيهات” والحفل لمدة شهر.. أغرب عادات الزواج في الوادي الجديد
أميرة جادو
تتميز المجتمعات بعاداتها وتقاليدها، المتوارثة جيلًا بعد جيل، التي تصبح مصدر للفخر والاعتزاز مع مرور الزمن، علاوة على أنها مصدرًا للشوق والحنين، خاصة بعد أن تغلف العاطفة أحداثها ببريق ذكريات الزمن الماضي الجميل،
ومن أجمل تلك العادات ما يخص الزواج، لما قد تعنيه في حياة الفرد والأسرة والجماعة، علاوة على كونها مناسبات للفرح والسعادة، وفي محافظة الوادي الجديد، اتسمت أعراس الماضي بنكهة خاصة، فقد كانت الأفراح ترسم صورة جميلة حافلة بالبساطة والعفوية، وفي الوقت نفسه التنوع، حيث تختلف مظاهر الأعراس بين أهالى المحافظة، كما تختلف في البادية عنها في الجبل، من حيث التقاليد ولوحات الاستعراضات.
المهر 7 جنيهات
وحول عادات وتقاليد الزواج في محافظة الوادي الجديد، تحديدًا في مركز الفرافرة، الافراح والاحتفالات أسبوع وربما شهر، ويتراوح المهور من سبعة إلى ثمانية جنيهات، ولكنهم الآن أصبح مائتي جنية، وكان أكبر ثري من عائلة كبيرة لا يدفع أكثر من عشرة جنيهات في الخمسينيات، وأغلب رجال الواحة يكتفون بزوجة واحدة، إلا إذا كانت هذه الزوجة عاقر، فله الحق في أن يتزوج عليها.
أما عن الأعراس في الواحات البحرية، لم يكن الزواج الأقارب هو المسيطر في زواج الفتيات بالواحات، وتغيرت النظرة تمامًا إلى زواج الفتاة، حيث يتم اختيار الزوج طبقا لأخلاقه وثقافته، وتعتبر أفراح الواحات البحرية، فرحا واحدا يجمع الأهل والأحباب، وعمل مائدة كبيرة لإطعام الأهالي قبل يوم الزفاف، ثم يحضر الجميع العرس، الذى يكون أحيانا عبارة عن عرس ديني، ينشدون أغاني دينية به.
حياة هادئة وبسيطة بالواحات
يعمل معظم الرجال بالزراعة، ويقضون اليوم كله في حقولهم، حيث يذهبون إلى منازلهم في المساء للنوم والراحة، ليبدؤوا يومهم التالي على نفس المنوال، السبب الذى أضفى على طباع أهالينا في الواحات البحرية الكرم والفطرة والأصالة، وعدم اندماجهم في عالم المصالح، والخروج من نطاق الزراعة والحصاد، هو سبب كرمهم، ونقاء نفوسهم.
الأكلة الشعبية
تعتبر «البغلية» من الأكلات الشعبية المشهورة في الواحات، فهي الأكلة الشعبية التي توارثوها عبر الأجيال، وتقوم ربة المنزل بإعدادها يوم الجمعة، بعد الصلاة، حيث أكدت أحدى نساء الواحات البحرية: «مفيش بيت في الواحات ماياكلش البغلية بعد الصلاة، دي عادة»، والبغلية عبارة عن «طهى الأرز مع العدس»، طوال عشرات السنين، هي أكلتهم بعد صلاة الجمعة. حتى في طريقة تناول الشاي، فأهالي الواحات لا يشربون الشاي مرة واحدة، بل يشربون الشاي «الخمسينة»، على مرتين أو ثلاثة، كما رأوا أجدادهم يفعلون.