ما هي قصة البقيع المصري في الصعيد.. وسبب تسميته ؟
أسماء صبحي
يتواجد البقيع المصري في قرية البهنسا في مركز بني مزار بمحافظة المنيا. وكانت البهنسا قبل الإسلام تسمى بمج أو بمجة وهي كلمة قبطية، ومن هنا سماها العرب المسلمون بالبهنسا. ذكرها الرحالة ابن بطوطة بأنها مدينة كبيرة وبساتينها كثيرة. وتصنع بها الصوف الجيدة والنسيج المطرز، وبها الكثير من الزوايا والمساجد .
مكانة البهنسا
وكان للبهنسا مكانة هامة في العصر الإسلامي، فعندما انتهى عمرو بن العاص من فتح مدن الوجه البحري والقاهرة والجيزة والاسكندرية. وأراد السير لفتح الصعيد فأرسل إلى سيدنا عمر بن الخطاب يطلب منه الإذن في السير لفتح الصعيد.
أشار الفاروق عليه أنه إذا أردتم فتح الصعيد فعليكم باهناسيا القريبة من مصر والبهنسا وهي أمنع وأحصن. فلا تقربوا الصعيد حتى تفتحوا هاتين المدينتين وهما أهم معاقل الروم، فان سقطتا سقط الروم جميعاً ولن تقم لهم قائمة بعد.
حضر البهنسا عشرة آلاف عين رأت النبى صلى الله عليه وسلم وسبعون بدرياً ممن حضروا غزوة بدر مع الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن الأمراء والسادات وأصحاب الرايات 1400، واستعصت المدينة في بداية الأمر على جيش المسلمين ولم تفتح إلا بعد سقوط العديد من شهداء الصحابة والتابعين.
البقيع المصري
وسميت البهنسا بالبقيع الثاني وبمدينة الشهداء، لما تضمه من مقابر وأضرحة لعدد كبير من الصحابة والتابعين الذين دخلوا مصر. ومنهم : “محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي. وزياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب. ومحمد بن عقبة بن نافع. والقعقاع بن عمرو التميمي. وإﺑﺎن ﺑن ﻋﺜﻤﺎن ﺑن ﻋﻔﺎن، وزبد بن ﺍﻟخطاب. و ﻣﺤﻤد بن أبي ذر الغفاري. والسيدة خولة بنت الأزور ﺷﻘﯿﻘﺔ اﻟﻔﺎرس العربي ﺿرار ﺑن الأزور. وغيرهم الكثير والكثير الذين بلغ عددهم حوالي 5000 شهيد دفنوا بأرضها.
استقرت بعض القبائل العربية بالبهنسا حيث سكنها قبيلة غفار التي تنتمي إلى أبو ذر الغفاري. كما استقرت بها قبيلة بنى الزبير من أبناء الزبير بن العوام.