حوارات و تقارير

وسط تحركات أوروبية لاحتواء الأزمة.. حصاد 8 أيام للحرب الروسية الأوكرانية

أسماء صبحي
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية بومها الثامن، وسط مطالبات دولية وأممية للبلدين باللجوء إلى الدبلوماسية لحل النزاع وإيقاف إطلاق النار، حيث تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، قرارا يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدعم 141 من بين 193، فيما صوتت روسيا ضد هذا الإجراء وانضمت إليها بيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا.
 
ونستعرض في هذا التقرير أبرز التطورات في الحرب الروسية الأوكرانية، المستمرة في يومها الثامن.
 

الأمم المتحدة تدين روسيا

أصدرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء، قرارًا يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، وسط مطالبات وعقوبات من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاه روسيا للعودة إلى حل النزاع دبلوماسيًا، وذلك في ظل استمرر القصف الروسي، وتحقيق الجيش الروسي بعض الانتصارات ولكن بوتير بطيئة نظرا للمقاومة التي يفرضها الجيش الأوكراني.
 

موقف جبهات القتال

أسفر القصف الروسي المستمر أمس، عن وقع انفجار كبير وسط العاصمة الأوكرانية كييف، وبالقرب من مبنى وزارة الدفاع الأوكرانية، حيث قال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الانفجار كان نتيجة هجوم صاروخي، ولا يزال تبادل الاشتباكات مستمرة ولم تحقق القوات الروسية تقدما كبير تجاه العاصمة، وكان أخر الأنباء تشير إلى ابتعاد القوات الروسية 30 كم متر عن شمال العاصمة كييف.
 
ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي دمر أكثر من 1600 موقع عسكري، منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الدفاع إيجور كوناشينكوف للصحفيين: “منذ بدء العمليات، استهدف 1612 موقعا، من بينها: 62 نقطة مراقبة ومراكز اتصال تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، و 39 منظومة صواريخ دفاع جوي من طراز “إس -300″، وبوك “إم – 1″، وأوسا، و 52 محطة رادار”.
 
وتابع: “كما تم تدمير 49 طائرة على الأرض و 13 طائرة في الجو و 606 دبابات وعربات قتالية مدرعة اخرى و 67 نظام صواريخ متعددة و 227 مدفعية ميدانية ومدافع هاون و 405 وحدات من المركبات العسكرية الخاصة وكذا 53 طائرة بدون طيار”.
 

موقف الحرب في الجبهة الجنوبية

أما فيما يتعلق بالجبهة الجنوبية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس سيطرتها الكاملة على مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، وهي أحد المدن الكبرى الهامة الواقعة جنوب البلاد بين ميكولايف ونيوكاخوفكا.
 
وقالت الدفاع الروسية، إن البنية التحتية المدنية والمرافق الحيوية ووسائل النقل في المدينة تعمل بشكل روتيني، ولا تعاني المدينة من نقص في المواد الغذائية والسلع الأساسية، موضحةً وجود مفاوضات لا تزال جارية بين القيادة الروسية وإدارة المدينة والمقاطعة لمعالجة قضايا الحفاظ على تشغيل مرافق البنية التحتية الاجتماعية، وضمان القانون والنظام العام وسلامة السكان.
 

القوات الروسية في خيرسون

وعلى صعيد آخر، أكد مسئولين أوكرانيين أن مدينة خيرسون الاستراتيجية فى جنوب اوكرانيا سقطت فى سيطرة القوات الروسية لتصبح أول مدينة كبرى تخضع للسيطرة الروسية منذ بدء الحرب الأسبوع الماضى.
 
وأعلن رئيس بلدية خيرسون ايجور كوليخاييف، أنه لا يوجد جيش أوكراني هنا والمدينة محاصرة، لافتًا إلى أن القوات الأوكرانية انسحبت من المدينة باتجاه مدينة مكولايف إلى الشمال الغربي.
 
وخيرسون هي مدينة يصل عدد سكانها إلى 300 ألف نسمة بالقرب من البحر الاسود شمال غرب شبه جزيرة القرم، وينظر لها على أنها استراتيجية لأنها ستسمح للروس بالسيطرة على المزيد من الساحل الجنوبى لأوكرانيا والدفع غربا نحو مدينة أوديسا، وهي ميناء رئيسى.
 
وأشار العمدة، إلى أن مجموعة من حوالى 10 ضباط روس مسلحين من بينهم قائد القوات التى تهاجم المدينة دخلت مبنى البلدية يوم الاربعاء، وابلغوه إنهم يعتزمون اقامة إدارة جديدة مماثلة لتلك الموجودة فى أراضي الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا فى شرق أوكرانيا، وهما جمهوريتي ودونيتسك ولوجانسك.
 

موقف الحرب في الجبهة الشرقية

وعلى الجبهة الشرقية، هدد الانفصاليون في دونيتسك، اليوم الخميس، بشن ضربات مركزة على مدينة ماريوبول ما لم تستسلم القوات الأوكرانية، وقال مسؤول في دونيتسك إن القوات الموالية لروسيا قد تشن ضربات موجهة على مدينة ماريوبول.
 
كما أعلنت السلطات الأوكرانية أمس الأربعاء، أن ميناء ماريوبول الجنوبي الشرقي في أوكرانيا كان تحت القصف المستمر من روسيا، بينما كانت مدينة خيرسون على البحر الأسود إلى الغرب، محاطة تماما بالقوات الروسية، وـكد رئيس بلدية ماريوبول الأوكرانية، فاديم بريكينكو، أن المدينة الساحلية ذات الموق الاستراتيجي في البلاد تواجه قصفا مكثفا من القوات الروسية، منذ الثلاثاء.
 
وقال عمدة مايوبول إن السلطات في المدينة غير قادرة على إجلاء المصابين بسبب القصف منذ أمس، الثلاثاء.
 

عقوبات جديدة على روسيا

وبهدف تطويق روسيا وإرغامها على الانسحاب، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن جولة جديدة من العقوبات، تستهدف 22 كيانا روسيا ذات صلة بالدفاع، وقال في مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية، إن الكيانات التي سيتم فرض عقوبات عليها تشمل الشركات التي تصنع الطائرات المقاتلة، ومركبات قتال المشاة، والصواريخ، والمركبات الجوية بدون طيار، وأنظمة الحرب الإلكترونية.
 
كما أكد بلينكن، على فرض ضوابط على الصادرات في بيلاروسيا لمحاسبة نظام لوكاشينكو على كونه محاربا مشاركا في حرب الرئيس بوتين المفضلة، قائلا: “سوف نخنق قدرة بيلاروسيا على استيراد التكنولوجيات الرئيسية، واذا استمر دعم لوكاشينكو للحرب فان العواقب على نظامه ستتصاعد”.
 
ومن جهته، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بضرورة وقف قصف المديين في أوكرانيا على الفور، مشدداً على الحاجة إلى توسيع العقوبات ضد روسيا، ودعا الرئيس الأوكراني في مقابلة من داخل مخبأه الحربي، الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلف شمال الأطلسي “الناتو” لإنشاء منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا أو إرسال قوات برية، محذرا من أن الصراع قد يمتد إلى خارج أوكرانيا إلى الدول المجاورة مثل بولندا وليتوانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى