تاريخ ومزارات

مأساة الآثار الإسلامية في قنا: الجامع العمري تحت التهديد

كشفت الصدفة مؤخرًا عن مأساة جديدة تهدد التراث الإسلامي في قنا، حيث تم اكتشاف عمليات تنقيب عن الآثار أسفل الجامع العمري بمدينة قوص، وهو معلم أثري يعود إلى العصر الفاطمي. محاضر المعاينة الرسمية أشارت إلى احتمالية انهيار أجزاء من الجامع بسبب الحفر، إلا أن وزارة الآثار اكتفت بإرسال لجان للموقع دون اتخاذ أي إجراءات جادة لحمايته، مما أثار استياء المهتمين بالتراث.

أعادت الواقعة إلى الأذهان ما حدث للحمام العثماني الأثري في قنا، حيث تعرض لإهمال لسنوات دون تدخل لإنقاذه، لينتهي الأمر بشطبه من سجل الآثار الإسلامية وهدمه بالكامل.

البداية المأساوية

وفي هذا الصدد قال محمد الصاوي، مفتش آثار منطقة قوص وكبير مفتشي آثار قنا سابقًا، تفاصيل الواقعة قائلًا: “بدأ الأمر عندما تلقيت اتصالًا من أحد المواطنين يخبرني بوجود أشخاص يقومون بالحفر أسفل الجامع العمري. الحفر كان يشكل تهديدًا مباشرًا لسقوط أجزاء من الجامع، منوها أنه تواصل مع الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية. بناءً على ذلك، تم تشكيل لجنة لمعاينة الموقع. عند وصول اللجنة، لم تظهر علامات واضحة للحفر داخل الجامع، لكن صاحب البلاغ أرشدهم إلى مكان التنقيب، مما دفع الصاوي إلى التوجه للنيابة وتحرير محضر رسمي بالواقعة.

لكن الأزمة لم تنته عند هذا الحد، إذ تلقى الصاوي لاحقًا اتصالًا آخر يفيد بعودة التنقيب في نفس الموقع أسفل حائط الجامع العمري. ويشير إلى أن هذا الجامع يعد من أهم المعالم الإسلامية المتبقية في قنا، لا سيما بعد خسارة الحمام العثماني الأثري الذي كان شاهدًا على حقبة تاريخية مهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى