فنون و ادب

أحمد اللاوندي: حنين الشتاء ونبض الريف المصري

أحمد اللاوندي: حنين الشتاء ونبض الريف المصري

كتب : حاتم عبدالهادي السيد
يعد الشاعر المصري أحمد اللاوندي أحد الشعراء المتميزين الذين حفروا اسمائهم بجدارة في سماء الشعر المصري المعاصر، كما أنه من أبرز الكتاب الذين أسسوأ مسارات جديدة لقصيدة التفعيلة، ويسرنا أن ننشر له قصيدة الشتاء الصادرة عبر ديوانه الجديد ، الجميل : لا ريح تنبىء بالمطر ، حيث تتميز قصيدته بجودة استخدام المونولوج الشعري، واستخدامه التدوير ، عبر صور يشكلها عبر عالمه الممتد، علاوة إلى جماليات الأسلوب، واستلهامه للموروث، وعادات وتقاليد الريف المصري المشرق البديع.

وشاعرنا  أحمد اللاوندي يعود بنا إلى الماضي القديم الساطع، للعائلة المصرية، حيث تجتمع العائلة في الريف المصري، بين الحقول الخضراء، والسواقي، ومسامرات الأهل والأصدقاء، والجيران، وأحاديث البراءة وقصص الحياة بين المزارع،فما أجمل الريف المصري، حيث البراءة والحب الذي أصبحنا نفتقدهما عبر دوامات الحياة، وما أبدع شاعرنا القدير، يقول :

أُحبُّ الشِّتاءَ كثيرًا
لأنَّ الشِّتاءَ يُذكِّرني بالتقاءِ البعيدِ،
بأُمِّي،
بأُغنيةٍ أصطفيها،
بهذا الفُطُورِ الَّذي كانَ يجمعُنا حولَ فُرنٍ قديمٍ لنا
يا رفاقُ

أُحبُّ الشِّتاءَ كثيرًا
لأنَّ الحُقُولَ تبوحُ بأسرارِها للمُريدِ،
وتضحكُ في أوجُهِ العابرينَ

أُحبُّ الشِّتاءَ كثيرًا
لأنَّ أبي في المساءِ يُرتِّلُ ما قد تيسَّرَ مِنْ كدحِهِ
في البناءِ،
يقصُّ علينا الحكايا، ويُوقدُ نارًا بغُرفتِنا كيْ تزولَ البُرودةُ
يحضنُنا/
ثُمَّ يفرشُ قشًّا
ننامُ عليهِ
أنا لا أُحبُّكَ يا صيفَ غُربتِنا القاسيةْ
فهلْ مِنْ سبيلٍ لترجِعَ بسمتُنا الصَّافيةْ؟

أُحبُّ الشِّتاءَ كثيرًا
وما زلتُ أذكرُ لمَّا تهدَّمَ بيتُ (أنيسةَ) جارتِنا
مِنْ هُطُولِ المطرْ
وجَدِّي يُليِّسُ بالطِّينِ سقفَ الغُرفْ،
يُبيِّضُ بالجيرِ جُدرانَها، ويحفظُ أُرزًا بداخلِ مَطْرٍ قصيٍّ
أقامهْ
……
أُحبُّ الشِّتاءَ كثيرًا
لأنَّ الشَّوارعَ في قريتي لا تغيبُ، ولا يحتويها الأرقْ
فهيَّا ارجعي
يا لياليَ هذا الشِّتاءِ فأنتِ انتفاضةُ حُلمي،
ومُنقذتي
مِنْ عرينِ القلقْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى