اكتشاف أسرار معبد سوليب: طقوس مصرية قديمة تربط الأهرامات بالمعابد
شهدت الأبحاث الأثرية المصرية الفرنسية تقدمًا مذهلًا بعد اكتشاف آثار مصرية قديمة تحت مياه نهر النيل في أسوان. بالتزامن مع هذا الاكتشاف، نجح عالم المصريات الفرنسي مارك جابولد في فك رموز طقوس مدونة على جدران معبد سوليب، مما أضاف رابطًا جديدًا ومثيرًا بين تلك الطقوس وتصميم الأهرامات. كما أن هذا الكشف يفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين المعابد والمنشآت العظيمة في مصر القديمة.
طقوس ضرب الأوراق: نافذة جديدة لفهم التراث
توصل مارك جابولد من خلال أرشيف صور يعود إلى عام 1913، بالتعاون مع الباحثة ماريان بينون إلى فك رموز طقوس مصرية قديمة أطلق عليها اسم “طقوس ضرب الأوراق”. الطقوس مدونة على جدران معبد سوليب الذي دمرته المياه منذ أكثر من ألف عام قبل الميلاد. وأوضح جابولد أن هذه الطقوس تضمنت مرور الملك عبر بوابات ضخمة، حيث كان يضرب أوراق الشجر بعنف، في ممارسة أطلق عليها أيضًا “طقوس الخروج”.
كما قارن جابولد بين هذه الطقوس وما ظهر عند باب أوسوركون الثاني في تل بسطة، حيث ارتبطت بوابات المعابد بسبعة آلهة مذكورة في نصوص الهرم، ما يربط هذه الطقوس بتاريخ وأعياد مقدسة في التقويم المصري القديم.
إعادة قراءة نقوش معبد سوليب
أكد جابولد أن هذه الدراسة هي الأولى التي تترجم نقوش معبد سوليب بشكل دقيق. النقوش التي تم توثيقها لأول مرة عام 1845، أعيد تحليلها بعد محاولات سابقة غير مكتملة في التسعينات. البحث الجديد أتاح فهمًا عميقًا للعلاقات بين النقوش والأساطير القديمة، مع التركيز على التشابهات بين الفترات المختلفة من الدولة الوسطى وحتى المملكة الحديثة.
الدراسة كشفت عن أهمية المعمار المصري القديم في حفظ الأساطير والطقوس عبر النصوص والنقوش. من خلال إعادة بناء تخطيطي للنقوش، تمكن الباحثون من توضيح نقل تقاليد هذه الطقوس بشكل دقيق عبر الزمن.
نتائج تربط الماضي بالحاضر
أوضح جابولد أن الدراسة قد تسهم في فهم العلاقة بين طقوس معبد سوليب وتمثيلات تل بسطة، وربطها بأسطورة مصرية قديمة مدونة في اليوم الثاني والعشرين من السنة الليتورجية. هذا الاكتشاف يعزز من فرضيات تأثير الطقوس الدينية في تصميم وبناء الأهرامات، مما يفتح المجال لدراسات أوسع حول تطور الفكر المعماري في مصر القديمة.