حكاية شارع التحرير.. عاصمة كبرى تجمع الماضي والحاضر
أميرة جادو
يشبه شارع التحرير بالعاصمة الكبرى التي تربط بين الماضي والحاضر، حيث يضم عددًا من المنشآت السياسية والتعليمية والبحثية والفنية التي تكفي لرفاهية بلد مترامي الأطراف.
تاريخ شارع التحرير
ووفقًا لما ذكر في كتاب “القاهرة شوارع وحكايات”، يعتبر شارع التحرير من أطول وأشهر شوارع القاهرة الكبرى، أسسه الخديوي إسماعيل ليربط بين مركز قاهرته الأوروبية وامتداداتها الزاهية في الجيزة، وليكون فاتحة مرموقة لعصر سياسي واجتماعي ومعماري جديد، به ومعه ازدهرت حركة العمران والتحديث، وخططت شوارع وميادين وظهرت أحياء وقصور ومتنزهات وقلاع فنية لم يكن للقاهرة القديمة عهد بها، فجميعها جاءت وفق النسق والتخطيط الأوروبي الذي شغف به إسماعيل.
وبحسب الكتاب، حمل الشارع في بدايته اسم إسماعيل، لكن مع قيام ثورة يوليو 1952، تم الإطاحة بهذا الاسم من الشارع، وإطلاق اسم “شارع التحرير” عليه، وهو الاسم المستمر حتى الآن.
يبدأ الشارع من اتجاه الجيزة بتقاطع شارع السودان الذي يقع على أعتاب واحد من أكثر أحياء القاهرة ازدحاما وفقرا، وهو “حي بولاق الدكرور”، الذي كان قبل إصلاحات إسماعيل عبارة عن “قرية نائية” من أعمال الجيزة تعرف باسم “منية بولاق”، ثم عرفت باسم بولاق التكرور (حرفت إلى الدكرور) بعد أن صارت موطنا لعدد من قبائل الزنوج التي قدمت إلى مصر من غرب إفريقيا، وإليها ينتسب الشيخ أبو محمد يوسف بن عبدالله التكروري، الذي اعتقد أهل المنطقة في بركاته وكراماته.
والجدير بالذكر، أن من أشهر معالم الشارع مبنى دار الأوبر، والمركز الثقافي الروسي، وتمثال أحمد ماهر، وتمثال سعد زغلول، وميدان كوبري الجلاء، والمركز القومي للبحوث، ومبنى إخوان مقار الذي تأسس في بداية الثمانينات ويعد من أكبر معارض السيارات.