دعاء رحيل

أول قبيله يهودية نقضت عهدها مع رسول يعتبر تاريخ اليهود مليءٌ بصفحاته السوداء، التي تبين حالهم تجاه العهود والمواثيق، حيث تعتبر هذه القبيلة هي إحدى القبائل التي نصحها رسول الله وقام بدعوتهم للإسلام، كما أنه أقبل على تحذيرهم بما أصاب المشركون في بدر، ولكنّهم لم يهتموا، وعزموا على إيذاء المسلمين، ومن هذه المعطيات ومن خلال سطورنا التالية نتعرف على القبيلة التي نقضت عهدها مع رسول الله.

تعد أول قبيلة نقضت عهدها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي قبيلة بني قينقاع، حيث تمّ نقض العهد بين رسول الله وهذه القبيلة في غزوة بني قينقاع أي في السنة الثانية للهجرة، فهي من إحدى الغزوات التي خاضها المسلمون ضد يهود المدينة، كما عمل اليهود على تحدي المسلمين وأظهروا لهم العداوة بعد انتصار المسلمين في بدر، حيث تعرف قبيلة بني قينقاع بأنهم من أعظم القبائل حقدًا، حيث يقطنون في داخل المدينة في حي بين قينقاع، وكانوا يشتهرون بالصناعة والحدادة، كما أن بسبب احترافهم لهذه الحرف توفرت لهم آلات الحرب.

عهد الرسول مع اليهود

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالعديد من العهود مع اليهود، فعندما وصل رسول الله للمدينة عقد مع اليهود عهودًا بعد الهجرة مباشرةً، حيث يعبر عن أهمية تنظيم حياة سكان المدينة المنوَّرة من المهاجرين والأنصار، ولتنظيم علاقتهم مع اليهود، حيث تتضمَّن نصوص الوثيقة جميع الالتزامات الواقعة على سكان المدينة وكان من أبرز نصوص الوثيقة مع اليهود ما يلي:[2]

أنّ على المسلمين نفقتهم وعلى اليهود نفقتهم.
أن ينفق اليهود مع المسلمين ما داموا محاربين معهم.
إن بين اليهود والمسلمين النصح والنصيحة والبرّ دون الإثم.
أن اليهود والمسلمين على النصر من حارب بنود هذه الصحيفة.
وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
أنّ اليهود أمّة مع المسلمين، فللمسلمين دينهم ولليهود دينهم مواليهم وأنفسهم.

أهم معاهدات الرسول عليه السلام

هناك العديد من المعاهدات والاتفاقيات التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع يهود المدينة، حيث كان يركز الرسول من المعاهدة على نصرة الطرفين لبعضهم البعض، وفيما يلي سيتم أبرز هذه المعاهدات، وهي على النحو الآتي:

معاهدة يهود بني عوف: تعد من أول المعاهدات في الإسلام، فهي كانت موجهة بشكل خاص إلى يهود بني عوف، كما أن بنود المعاهدة يُستخلص منها قواعد المعاهدات في الإسلام وأصولها، فقد تم عقد هذه المعاهدة مع اليهود في المدينة المنورة بعد هجرة المسلمين، كما أنها قد ضمت جميع يهود بني النجار ويهود بني حارثة، ويهود بني ساعدة.

صلح الحديبية: يعد من أشهر اتفاقيات الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع قريش، حيث أنها تضمنت إنهاء الحرب بين المسلمين وقريش لمدة 10 سنوات، كما كان هناك إلزام من قبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإعادة أي شخص من قريش أراد الدخول في الإسلام دون علم أهله وأهله مع الالتزام بعدم الخيانة أو السرقة بين الطرفين.