تاريخ ومزارات

الكوبرا المصرية.. رمز القوة والنفوذ والسيادة

أسماء صبحي
 
إن كانت الدول تختار رموزاً لها من واقع بيئتها وأرضها تعبر عن قوتها ونفوذها وسيطرتها، فلا أحق من مصر أول دولة في تاريخ البشرية أن تختار لها رمز قوتها، وفي أقوي العصور المصرية وأكثرها ازدهاراً وهو العصر المصري القديم، اختارت مصر “ثعبان الكوبرا” رمزاً لها، فما قصة هذا الرمز؟.
 

رمز القوة

“الكوبرا المصرية” أحد الأفاعي التي وصفت بأنها أكبر أنواع الكوبرا في القارة الإفريقية قديماً، احتلت مكانة خاصة عند المصريون القدماء، وجاءت النقوش والصور في معبد حتشبسوت بمدينة الأقصر و الذي يرجع إلى عصر الأسرة الـ 18 لتظهر لنا مدى تقديس المصري القديم لهذه الزواحف.
 
وتلك النقوش تظهر نوعين من الصور لهذه الأفعى أحدها تظهر قرص الشمس مع الكوبرا ورأسها يعبر من خلال علامة “عنخ” وهو مفتاح الحياة، وأخرى تتقدم فيها على صقر حورس يرتدي التاج المزدوج لمصر الموحدة.
 
والحقيقة أن “التاج المزدوج” أكبر دليل على أن الكوبرا المصرية كانت ترمز إلى القوة والنفوذ والسيادة في العصور المصريه القديمة السحيقة، حتى أنهم أضافوها إلى التاج الموحد بجانب طائر الرخمة المصرية الذي كان يمثل الآلهة “نخبت” حامية وراعية مصر العليا.
 

الآلهة “واجيت”

و في عصر الدولة القديمة كان المصريون يقدسون الكوبرا و يضعوها في مصاف الآلهة، فكانت ترمز إلى الآلهة “واجيت” ومعناها باللغة المصرية القديمة “الخضراء”، وهي راعية و حامية مصر السفلى، وكانت شعاراً على تاج حكامها، وبعد الوحدة مع مصر العليا أصبحت حامية مشتركة للوجهين القبلي والبحري، وهذا ما ظهر جلياً في التاج المزدوج.
 
وكانت الآلهة “واجيت” تصور على هيئة امرأة برأس ثعبان أو على شكل ثعبان برأس امرأة أو كثعبان كامل أو كامرأة برأس مزدوج على هيئة ثعبانين، وكراعية وحامية اتخذت واجيت دور حامية “رع”، فظهرت ملفوفة على رأسه وبهذه الصورة أصبحت رمزاً لها في التيجان الملكية أيضاً حيث تظهر على جبين المصري القديم، أما أول تصور لها فكان ذلك في عصر ما قبل الأسرات تظهر فيه على هيئة كوبرا تلتف حول ساق البردي.
 

سيدة اللهب

كما ارتبطت الكوبرا قديماً بالإله “حتحور” إله الشمس عند قدماء المصريين، حيث اعتقد المصري القديم أن مجرة درب التبانة ما هي إلا ثعبان يسعى في السماء، ولأنها كانت تبصق السم في عيون أعداءها سميت بـ”سيدة اللهب”،
حتى أن الأساطير القديمة ظهرت الآلهة واجيت ربة “بوتو” في صورة الآلهة الحامية عندما استعانت بها “إيزيس” و تركت ابنها “حورس” ليكون في رعايتها حتى تتمكن “إيزيس” من البحث عن الصندوق الذي حبس فيه “ست” إله الشر أخيه أوزوريس و ألقاه في النيل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى