“نسج الكتان والحصير”.. أحد أهم المظاهر الحضارية في العصر الحجري الحديث (صور)
أسماء صبحي
يعتبر العصر الحجري الحديث من أطول الدهور التي مرت بها مصر، ويعد أيضا اللبنة الاولي في تكوين الحضارة المصرية، فقد تقدم المصري في كافة المجالات الحضارية التي بدأ منها ينطلق في مجال الحضارة الإنسانية.
النسيج
ويعتبر النسيج من أهم المظاهر الحضارية في فجر التاريخ وقد مهد لصناعة السلال والحبال والحصير، واعتمد في البداية علي جدل خوص النخيل والدوم وتضفيره، واستخدم المصريون السلال في البداية علي هيئة الزنابيل (القفة) لتخزين الحبوب، وعلى هيئة أطباق من الخوص للمأكولات الجافة.
وشاركت صناعة الحبال صناعة السلال، حيث اعتمدت بدورها علي جدل ليف النخيل وألياف الحلفا والكتان والبردي والحشائش الطويلة الصلبة، واستخدمت في الربط والحزم والحمل وفي تصفير حزم البردي المستخدمة في صناعة القوارب.
صناعة الحصير
اعتمدت صناعة الحصير في البداية علي البوص والحشائش وخدمت أغراضًا كثيرة، فكانت تستخدم كفراش وغطاء في البيوت والمقابر، كما كانوا يكسون بها الجدران الداخلية في البيوت وجوانب مطامير الغلال وجوانب حفر الدفن، واستعملوها لتسقيف الأكواخ والمساكن الخفيفة، ثم في ستر مداخل البيوت الصغيرة.
كذلك فقد لعب نبات السمار دوراً كبيراً في حياة أهل العصر الحجري الحديث، حيث يعد استخدامه نقله حضارية عظيمة، إذ أنه كان يستعمل في حياة المصري القديم اليومية، فبدلاً من فرش الأرضية بأشياء غير مرتبة أو تركها دون فرش استعمله في فرش أرضية بيته.
وكان أهل الريف المصري في العصر الحجري الحديث وحتي وقت قريب يستعملون هذا النبات في صنع الحصير، ولكن مع دخول المصانع في صنع الحصير من البلاستيك قل الاعتماد على الحصير اليدوي، وإن كان السمار ما زال يصنع يدويًا لاستعماله في صناعة الجبنة التي يتم إعدادها في بيوت الريف المصري.