حوارات و تقارير
ما تأثير الأزمة الأوكرانية الاقتصاد العالمي وجهود التنمية في منطقة الشرق الأوسط؟
دعاء رحيل
أثرت الأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي وحركة التجارة وجهود التنمية في منطقة الشرق الأوسط ، خاصة في الدول العربية التي كانت على طريق التنمية الاقتصادية والانتعاش ، إلا أن الأزمة في أوروبا الشرقية وانعكاساتها على الأسعار الزيادات والتضخم العالمي ونقص موارد الطاقة في العالم أثرت بشكل خطير على خطط التنمية في المنطقة.
الدول العربية والأزمة الأوكرانية
وفي خطوة لمحاولة إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية والتوسط لوقف العمليات العسكرية وضمان الأمن والاستقرار في العالم، زار عدد من وزراء خارجية الدول العربية “مصر والجزائر والسودان والأردن، بالإضافة للأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، الأثنين، العاصمة الروسية موسكو وتم عقد اجتماع مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف.
وناقش الاجتماع كيفية التوصل إلى حل لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية ووقف القتال نهائيا، وإعادة الأمن والاستقرار للعالم.
وفي هذا السياق ، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ووزراء خارجية الدول العربية، إن الموقف العربي حول أزمة أوكرانيا يتلخص في تأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية، بما يحفظ أمن وسلامة الشعوب في هذه المنطقة الهامة من العالم”.
كما نوه أبو الغيط، أن احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ودعم المساعي الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر والدعوة إلى الشروع في إجراءات التهدئة وضبط النفس بما يكفل عودة الاستقرار والسماح بعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي.
وأضاف أبو الغيط، أن هناك مجموعة من المبادئ التي تتحرك في إطارها الجامعة العربية، مشيرًا إلى أن الدول العربية لها مصالح ويتم الدفاع عنها من وجهة نظر كل دولة عربية على حدة.
ولفتت أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية اهتمت بالوضع الأوكراني فور نشوبه، مشددا في الوقت ذاته على أن هذه الأزمة لها آثار كبيرة وسلبية على كثير من الدول العربية؛ فيما يتعلق بواردات كميات كبيرة للغاية من القمح والحبوب سواء من الاتحاد الروسي وأوكرانيا، وتأثر السياحة فيها، كما أن ارتفاع أسعار الوقود يؤثر بشكل كبير على كل جهود التنمية في الكثير من الدول العربية.
وتابع: “نحن لا ننظر إلى الأمر فقط من منظور العرب إلى المصلحة العربية، ولكن هناك إحساسًا بالحاجة للدفاع عن السلام والاستقرار في العالم واستعادة الأوضاع الدولية لشكلها الطبيعي”.
تأثيرات الأزمة على الدول العربية
وفي السياق ذاته قال المحلل الروسي تيمور دويدار، المستشار في قطاع الأعمال والعلاقات الدولية، إن استيراد القمح من روسيا يصل لـ 9 ملايين طن سنويا ويأتي في المرتبة الثانية بعد تركيا، وأيضا في أوكرانيا، كما أن هناك موارد أخرى مثل زيت عباد الشمس والحبوب والبقوليات والحديد والفحم والمعادن ومشتقات البترول يحتاج إليها العالم ويستوردها من روسيا.
وأضاف دويدار، أن روسيا ستكتفي هذه السنة بالاطمئنان على الأمن الغذائي الخاص بها، ولن يكون هناك عواقب من ناحية المحصول في أوكرانيا كما هو الحال في روسيا.
وأشار دويدار إلى أن هناك مشاكل لوجستية تعيق الاستيراد والتصدير في روسيا، وذلك لأن الحركة البحرية شبه منعدمة في ميناء البحر الأسود وميناء سانت بطرسبرج.
تأثر التعاون الروسي العربي بالحرب
وعن التعاون العربي الروسي، قال إنه بخصوص المشروعات التنموية مشتركة بين الدول العربية وروسيا ستكون متعثرة أو متأخرة لحين انتهاء هذه الأزمة السياسية بين روسيا والولايات المتحدة التي راحت ضحيتها أوكرانيا.
وأوضح دويدار، أنه في ظل العلاقات المتنامية بين روسيا ومصر فيجب الأخذ في الاعتبار أن هناك تبادل تجاري وتبادل معلوماتي عسكري كبير بين الدولتين، وهناك أيضا الكثير من المصريين الذين يدرسون في روسيا وأكرانيا، كما أن هناك عدد كبير من الطلاب المصريين الذين يدرسون في روسيا وأوكرانيا وتعطلت دراستهم وحياتهم بسبب الأزمة الحالية.
وتابع: “في كل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها روسيا والدول العربية نستطيع أن نقول إن هناك أزمة قوية تمس الأمن الغذائي العربي والمشروعات التنموية وتمس العالم كله”.
خطر العقوبات على الاقتصاد العالمي
وأضاف دويدار، أنه يجب أن ننظر في هذه الأزمة إلى العقوبات الأحادية والغير شرعية التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها من الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، التي بدورها أدت إلى عرقلة تداول العملات الغربية في الأسواق، ثم عرقلة الحركة اللوجستية تماما وأحدثت شلل اقتصادي في العالم.
ولفت أن تلك العقوبات “أدت أيضا إلى ارتفاع أسعار الموارد الغذائية وموارد الطاقة، بالتالي ارتفاع أسعار التوصيل والشحن، وذلك أحدث خلل في ميزانيات الدول العربية وغير العربية مما أثر على كافة الخطط الاقتصادية”.
وأكمل: “لذلك سيكون هناك ضعف في سداد ثمن المواد المستوردة من قبل بلدان العربية والغير عربية، لأن زيادة الأسعار تجاوزت الـ 50 والـ 100 % على حسب الموارد سواء كانت موارد الطاقة أو الغذاء أو غيرها، وكل هذا سيؤثر للأسف الشديد على الكرة الأرضية بأكملها”.
واختتم: “قطاع السياحة أيضا تضرر بشكل كبير، فهناك دول عربية مثل تونس ومصر يعتمدان على السياحة الروسية والأوكرانية، ومع استمرار هذه الأزمة لن يكون هناك سياحة”.