حوارات و تقارير
بتهمة التجسس لصالح موسكو.. اعتقال مدع عام أوكراني كبير
دعاء رحيل
تداول رواد التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نشر على الإنترنت وهو عبارة عن مجموعة من ضباط جهاز الأمن الأوكراني وهم يقتحمون مكتب رئيس الادعاء العام بمدينة ميكولايف الأوكرانية ويطرحون الرجل أرضا قبل أن يعتقلوه، وفقا لصحيفة بريطانية.
الخيانة العظمى
وقد نشرت صحيفة تايمز البريطانية (The Times) في تقرير لكاتبها تشارلي باركر أن هذا المدعي العام البارز -الذي لم يذكر اسمه- متهم بالخيانة والتجسس لصالح الروس، وهو بذلك أعلى مسؤول أوكراني يعتقل بهذه التهمة منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
كما أكد الكاتب أن المسؤولين الأوكرانيين يتهمون هذا الرجل بنقل معلومات عسكرية حساسة إلى أجهزة الأمن الروسية مقابل ضمان سلامته في حالة سقوط هذه المنطقة الموجودة في جنوب البلاد بأيدي القوات الروسية.
وأشار الكاتب إلى المسؤولين الأوكرانيين قولهم إنهم نصبوا فخا لهذا المسؤول الكبير جمعوا من خلاله “أدلة دامغة” على تورطه في قضية تجسس، ونشروا مقطع فيديو له ووجهه مموه وهو يعترف بما اتهم به.
بينما أكد المسؤولون الأوكرانيون أن هذا المدعي العام استخدم وسيطا لإخفاء تعاونه مع القوات الروسية نقل من خلاله معلومات حول الوضع الميداني في مدينة ميكولايف، بما في ذلك قوائم القتلى العسكريين والمدنيين، وأماكن اعتقال أسرى الحرب، ونتائج القصف الذي تتعرض له المدينة، ناهيك عن كلمات المرور اليومية المستخدمة لتجاوز نقاط التفتيش.
وللاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح روسيا أجرى عملاء إدارة أمن الدولة الأوكرانية “عملية خاصة” للقبض على هذا المدعي العام تضمنت نشر معلومات استخبارية عسكرية مزيفة لمعرفة ما إذا كان سيسربها.
قوائم وهمية
ونشر جهاز الأمن الأوكراني قوائم وهمية لقتلى القوات المسلحة الأوكرانية، متوقعين أنه سيطلع على الوثائق ويشاركها، وبعد بضعة أيام اكتشف الأوكرانيون أن عميلا روسيا كان تحت مراقبة إدارة أمن الدولة الأوكرانية قد حصل بالفعل على القوائم نفسها.
وعقب عمليات تفتيش في مكتب المدعي العام المتهم بالتجسس صادرت إدارة أمن الدولة هاتفه المحمول وأجهزة الحاسوب وأدوات تخزين البيانات التي قالوا إنها “تحتوي على أدلة على أنشطته غير القانونية”.
وأنهى الكاتب تقريره بأن جهاز أمن الدولة الأوكراني شن حملة واسعة على من يشتبه فيهم بالتجسس لصالح الروس، ولكن ثمة اتهامات لهذا الجهاز بأنه شن حملة “ترهيب” ضد معارضي الحكومة الأوكرانية اعتقل خلالها العشرات في الأسابيع الأخيرة، بمن في ذلك منتمون لأحزاب موالية لروسيا ومدونون مؤيدون للحرب الروسية على أوكرانيا.