قبائل و عائلات

دور العفر في نشر الإسلام في منطقة القرن الإفريقي

حاتم عبدالهادي السيد

تحمل العفر أعباء نشر الإسلام في ربوع المنطقة حتى وصل الإسلام إلى منطقة القرن الأفريقي وأنشأوا سبع سلطنات أو سبع مماليك وكانت هذه السلطنات عفرية عربية وقامت بدور كبير في نشر الإسلام في القرن الأفريقي وهضبة الحبشة ودخلت هذه المماليك في العصور الوسطى حروباً طويلة مع الأحباش المسيحية التي كانت تغزو المنطقة بسبب أو لآخر وكانت العفر تتبادل فيها النصر والهزيمة.

وأخذت هذه الحروب المتكررة طابعاً دينياً لأن الأحباش كانت تشن دائماً حروب صليبية ضد هذه المماليك والسلاطين العفرية الإسلامية وحيث انتهى هذا الصراع بنهايته المتوقعة له بعد أن تتكاتف الغرب الصليبيين مع مكلوك الحبشة في القضاء على جهاد المماليك الإسلامية والزيلع ضد صليبية الأحباش.

وكانت مماليك زيلع الإسلامية تجاهد وتقاتل الأحباش واحدة تلو الأخرى فإذا انهارت أحدهما قامت دولةٌ أخرى ورفعت لواء الجهاد وحمل لواء الجهاد الإمام أحمد إبراهيم الذي يلقبه العفر (أحمد جرى الأشول) واستطاع أن يتصدى عدوان الأحباش النصارى وتم الهجوم عليهم في عقر دارهم واتسمت غزواته بالسرعة والمفاجئة والحماسة والشدة.

واعتمد الإمام في جهاده ضد الأحباش على العفر والتي كانت تشكل غالبيةجيشه ومن هنا يتضح لنا مدى دور العفر في نشر الإسلام الذين بذلوا بأرواحهم واموالهم في سيل خدمة هذا الدين وإعلاء كلمته مما جعلهم هدفاً من قبل الغزاة والقوة الاستعمارية لتفتيتهم وتقسيمهم إلى ثلاثة دول ليكونوا فريسة سهلة.

والشعب العفري كما أسلفنا يعتبر من أقدم الشعوب التي استقرت في منطقة القرن الأفريقي منذ آلاف السنين. ويتواجدون في كل من جيبوتي وإثيوبيا وإرتريا وهي قومية مشتركة لا يفصلها إلا حدود مصطنعة وهمية، صنعها الاستعمار وعندهم نسيج اجتماعي وتمازج قومي تجمعهم صلة الرحم والدين واللغة والعادات والتقاليد والثقافة ويواجهون ظروف عديدة قاسية واجتمعت عليهم كوارث طبيعية وبشرية نظراً لظروفهم الاجتماعية والسياسية والدينية ولموقعهم المتميز على ساحل البحر الأحمر وهضبة الحبشة وانعزالهم عن العالم العربي والإسلامي الذي ينتمون إليه رغم أنهم مسلمون جميعهم .

أماكن بلاد العفر التاريخية

قبيلة العفر – كما أسلفنا – هى إحدى القبائل العربية التى استوطنت اليمن منذ أقدم التاريخ، ولعل السويدى؛الشيخ / أبى الفوز محمد أمين البغدادى،الشهير بالسويدى، قد وضح ذلك في كتابه :

“سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ” فقد اختص في خرائطه التاريخية التى ضمنها كتابه ” قبيلة العفر ” فهذا خط كهلان ، وذاك خط يافث، وذلك خط همدان، وذاك ” خط عفير ” من كهلان، كما سيجىء، وهذا يوضح بجلاء قدم قبيلة عفير من بنى عدى من كهلان. . الهجرة من جنوب الجزيرة العربية”.

ولقد كانت للقبائل السبائية ومنها كهلان حضارة عريقة في العصور القديمة، وهناك إشارة إلى سبأ بأنهم كانوا يمارسون الزراعة، والتجارة، وأن قوافلهم التجارية كانت تصل إلى بلاد الشام وذلك نحو 950 ق م، وأنها كانت تسيطر على طريق التجارة الرئيس الذي يربط جنوب غرب الجزيرة العربية بسورية، ومصر، وكان التجار من سبأ ينقلون خير أنواع البلسم، واللبان، والحجارة الكريمة المتنوعة، والذهب، إلى السوق بمدينة صور.

وكان من مظاهر الحياة الزراعية إنشاء سد مأرب، ولمّا تطاول الزمان على هذا السد انهار، فهاجرت على أثر انهياره كثير من قبائل اليمن، وهاجر بعضها قبل انهياره، وأشهر القبائل التي هاجرت من اليمن قبيلة الأزد، فنزل فريق منهم بلاد الشام وأسسوا دولة الغساسنة، ولمجاورتهم دولة الروم اضطروا إلى أن يدينوا لها بالطاعة ويخضعوا لسلطانها.

ونزل فريق ثالث بالسَّراة وماجاورها، واستقرّ الأوس والخزرج في يثرب التي عرفت بعدئذ بالمدينة المنورة، وهم الذين نصروا رسول الله Mohamed peace be upon him.svg وأطلق عليهم لذلك لفظ الأنصار، وقد نزلوا يثرب مجاورين ليهودها.

وكذلك هاجرت إلى الشمال قبيلة طيء من عريب بن كهلان بن سبأ، وبنو مرة وفروعهم التي سكنت شمالي الحجاز.

غير أن طيء تحولت بعدئذ إلى الشرق، وجاورت بني أسد، وانتزعت منهم جبل شمر، وسكنته قبل الإسلام بقرون.

وهاجرت قبيلة لخم وقبائل أخرى إلى العراق وأسسوا دولة المناذرة التي دانت لسلطان دولة فارس المجاورة لهم.

ونزلت مكة منذ القديم قبيلة جُرهم وهي من القبائل العربية البائدة، ثم حلّت محلها قبيلة خزاعة اليمنية إلى أن قوي أمر قريش فأخرجتها من مكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى