تاريخ ومزارات
العصر الحجري القديم الاوسط

العصر الحجري القديم الاوسط
بقلم / ناديه لطفي
كتابه وباحثه في الآثار المصرية وعضو في فريق حراس الحضاره لنشر الوعي الاثري .
مع بدايه العصر ندخل في عصر معروف بشكل أفضل لانه اقرب لنا
فالبقايا محفوظه بدرجه افضل لان الانسان في حالات كثيره قد سكن المغاور والملاجئ التي ساعدت حرارتها و رطوبتها الاكثر استقرارا علي حفظ المواد الاكثر حساسيه من الحجر كالعظام
من مميزات هذا العصر أنه تم استخدام أدوات اخف وأكثر تخصصا وافضل ملاءمة اتجه التطور الصناعي خلال هذا العصر الي الاستزاده من استخدام الشظايا والظران وتنوعيها
الانسان خلال هذه المرحله يجهز النواه ليحصل منها علي شظايا معينه
سادت في العصر الحجري القديم الاوسط الثقافه الموستيريه نسبه الي كهف Le moustier بفرنسا والتي احيانا ما تنعت بالموستيريه اللفلوازيه
نسبة إلى ضاحية Levallis Parret بالقرب من باريس واللفلوازية سمة صناعية مشتقة من الموستيرية وأهم ما تتميز به وجود عدة شظايا قليلة أو عديمة التشذيب بشكل عام استخرجت من نواة أحسن تجهيزها بواسطة توجيه القـدح على محيط النواة مما يؤدي إلى انتاج نواة مضلعة مقببة تشبه درع السلحفاة وهي ما تسمى بالنـواة اللفلوازية أما النواة الموستيرية فهي غالبا قرصية الشكل وأقل ضخامة يتم تجهيز مسطح طرقها بغير عنايه كبيره
ولصناعه شظيه موستيريه يجب تجهيز نواه الظران اولا بتوجيه طرقات معينه ويوجه هذا العمل بصفه خاصه الي السطح السفلي لها
وعلي ايه حال فإن هذه المرحله تميزت بأن معظم أدواتها من الشظايا فظهرت المكاشط الجانبيه التي شظيت من أحد جانبيها فقط ورؤوس الحراب ويري البعض أن هذه الصناعه استمرت في مصر اطول من استمرارها في أوروبا
بقدر ما يتعلق الأمر بالظروف البيئية فقد شهدت مصر بحلول العصر الحجري القديم الأوسط هطول الأمطار الموسمية خلال فترة مطيرة جديدة تلت فترة الجفاف التي أعقبت ” فترة العباسية الثانية المطيرة ” أطلق عليها العلماء اسم ” فترة بير صحاري المطيرة ” وقد مدت أمطار تلك الفترة التي جاءت من الوديان المحلية ” النيل الحديث ” بجزء كبير من مياهه خلال الحقبة الثانية من تطوره التي امتدت بين مائتي ألف سنة وسبعين ألف سنة قبل الآن وقد تميزت هذه الحقبة بنهر متقلب ذي صلة بإفريقيا كان يرتفع وينخفض بشكل سريع
ومن الجدير بالذكر أن دراسه رواسب العصر الحجري القديم الاوسط في الصحراء الغربيه تشير إلي أن كميه امطار فتره بير صحاري المطيره تقلبت فازدادت في أول الفتره وآخرها وقلت في وسطها كما يذكر أيضا أن تلك الفترة التي عاصرت هذا العصر هي أخر الفترات المطيرة الكبيرة في مصر كما أنها شهدت تكوين الشكل العام لأرض مصر وتعـري أراضيها واختفاء كافـة سـطوحها القديمة وتكوين سطوحها وسفوحها المعروفة الآن كما تشير بقايا النباتات وعظام الحيوانات التي وجدت في رواسب هذا العصر إلى أن الأمطار لم تكن غزيرة إذ على الرغم أن بعض الحيوانات كانت في حاجة إلى جو مطير للحياة مثل الخنزير البري الذي يعيش الآن في إفريقيا الاستوائية فإن معظم الحيوانات كانت لا تحتاج إلى أمطار غزيرة للحياة إذ إنها كانت من الأنواع القادرة على الحياة في المناطق الجافة مثل وحيد القرن الأبيض وبعض أنواع الجاموس البري