حوارات و تقارير

“رعب دولي” بعد إعلان روسيا تأهب قوات الردع النووي.. والناتو يندد

أميرة جادو

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه مع قادة الدفاع في الكرملين، الجيش بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حال تأهب خاصة، قائلًا: “الغرب اتخذ إجراءات غير ودية تجاه روسيا”، وشمل ذلك ما وصفه بالعقوبات الاقتصادية غير القانونية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

“حالة تأهب قصوى”

وأكد الرئيس الروسي، إن القوات النووية ستوضع في حال تأهب قصوى لأن كبار مسؤولي الناتو سمحوا “بتصريحات عدوانية” تجاه روسيا.

ومن جهته، أمر وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان العامة للجيش، اليوم الإثنين، بوضع قوات الردع النووي في “نظام خاص للخدمة القتالية”.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن حالة التأهب القصوى تنطبق على جميع مكونات القوات النووية الروسية- قوات الصواريخ الاستراتيجية-  التي تشرف على الصواريخ البالستية الروسية الأرضية العابرة للقارات، وكذلك الأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادي، اللذين يطلقان صواريخ بالستية عابرة للقارات من غواصات، وقوات الطيران بعيد المدى التي تمتلك أسطولا من القاذفات الاستراتيجية ذات القدرات النووية.

“مخاوف حلف الناتو”

ويعد إعلان روسيا عن وضع رادعها النووي في “حال تأهب خاصة” هو علامة على غضب الرئيس بوتين من العقوبات الغربية ضد روسيا و”البارانويا” المستمرة التي يعاني منها من أن بلاده مهددة من الناتو.

ولقد جذب تحركه انتباه الغرب بالتأكيد، فهذا النوع من التصعيد هو بالضبط ما يخشاه المخططون العسكريون لحلف الناتو، ولهذا السبب أعلن الحلف مرارًا وتكرارًا أنه لن يرسل قوات لمساعدة أوكرانيا على صد الغزو الروسي.

وبدوره، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، عن قلقه البالغ إزاء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب خاصة، قائلًا: “إن إعلان بوتين أظهر مدى “خطورة” المواجهة حول الغزو الروسي لأوكرانيا”.

لكن الهجوم الروسي لم يسر وفق المخطط، فهذا هو اليوم الرابع لبدء الغزو، ولم تقع أي مدينة أوكرانية رئيسية واحدة في أيدي الروس ويبدو أن الروس يتكبدون خسائر فادحة، وسيؤدي هذا إلى بعض الإحباط ونفاد الصبر في موسكو، ومن الصعب نتائج محادثات السلام على حدود بيلاروسيا والتوصل إلى اتفاق يصلح لكل من موسكو وكييف، فالجانب الروسي يريد عودة أوكرانيا بالكامل إلى مجالها، بينما تريد حكومة زيلينسكي أن تظل مستقلة، ولا يترك هذا مجالًا كبيرًا للتسوية، دون اللجوء إلى تقسيم البلاد.

ولهذا، فإنه إضافة إلى التحذير النووي، من المحتمل أن نشهد تكثيفًا للهجوم الروسي على أوكرانيا في الأيام المقبلة، مع عدم الاكتراث بالخسائر في صفوف المدنيين.

“إرهاب جيوسياسي”

وتعليقا على إعلان الرئيس الروسي، وصف رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، تلك التصرفات بالترهيب أو الإرهاب الجيوسياسي الذي يهدف إلى خلق رعب دولي، وحث الدول الأوروبية على الرد بحزم وصلابة على مثل تلك المواقف، مشددًا على أهمية إنشاء منظومة دفاعية أوروبية كاملة أو جسم دفاعي متكامل، معتبرا أنه حان الوقت لمثل تلك الخطوة التي باتت ضرورية وملحة.

وفي السياق ذاته، أكد مسئول دفاعي أمريكي كبير للصحفيين اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة لم ترصد أي شيء محدد منذ إعلان الرئيس الروسي أنه أمر قوات الردع في بلاده، بما فيها الأسلحة النووية، بالوضع في حالة تأهب قصوى أمس الأحد.

أوكرانيا والاتحاد الأوروبي

والجدير بالذكر، كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حث في تصريح مصور، اليوم الإثنين، الاتحاد الأوروبي على ضم بلاده فوراً إليه، مع تصاعد العمليات العسكرية الروسية على أرض بلاده، وارتفاع الدعم الغربي لكييف بالمساعدات المالية والدعم السياسي والعسكري على السواء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى